دخلت مع أبي إلى أرض له و
قد قدم من مكة، فرآها و قد أضرّ بها جفاء القيّم عليها و تهاونه بها، و كلما رآه
الذين يسقونها زادوا في العمل و العمارة حتى سمعت نقيض الليف، فقلت: الساعة يقول
في هذا شعرا، فلم ألبث أن التفت إليّ و قال:
أخبرني بهذا الخبر محمد بن
مزيد عن أبي الأزهر البوشنجيّ قال: حدثنا حماد بن إسحاق الموصليّ عن النضر بن حديد
عن أبي محضة عن الأزرق بن الخميس بن أرطاة- و هو ابن أخت أبي نخيلة- فذكر قريبا
مما ذكر في الخبر الّذي قبله.
يسأل فلا يعطى فيهجو ثم
يعطى فيمدح:
و أخبرني عيسى بن الحسن
الورّاق المروزيّ قال: حدثنا عليّ بن محمد النّوفليّ قال: حدّثني أبي قال:
ابتاع أبو نخيلة دارا في
بني حمّان ليصحح بها نسبه، و سأل في بنائها، فأعطاه الناس اتقاء للسانه و شرّه،
فسأل شبيب بن شيبة [6] فلم يعطه شيئا و اعتذر إليه، فقال:
فقال شبيب: ما كنت لأعطيه
على هذا القول شيئا، فإنه قد جعل إحدى يديه سطحا، و ملأ الأخرى سلحا، و قال: من
وضع شيئا في سطحي و إلا ملأته بسلحي، من أجل دار يريد أن يصحح نسبه بها، فسفر
بينهما مشايخ الحيّ يعطيه، فأبى شبيب أن يعطيه شيئا، و حلف أبو نخيلة ألا يكفّ عن
عرضه أو يأخذ منه شيئا يستعين به. فلما رأى شبيب ذلك خافه، فبعث إليه بما سأل، و
غدا أبو نخيلة عليه و هو جالس في مجلسه مع قومه، فوقف عليهم، ثم أنشأ يقول: