responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 476

الرجز؟ قال: فقلت له: أنا و اللّه أرجز العرب، قال: فأنشدني من رجزك، فكأني و اللّه لما قال ذلك لم أقل رجزا قط، أنسانيه اللّه كلّه، فما ذكرت منه و لا من غيره شيئا إلا أرجوزة لرؤبة كان قالها في تلك السنة، فظننت أنها لم تبلغ مسلمة، فأنشده إياها، فنكس رأسه و تتعتعت، فرفع رأسه إليّ و قال: لا تتعب نفسك، فأنا أروى لها منك، قال: فانصرفت و أنا أكذب الناس عنده و أخزاهم عند/ نفسي حتى تلطفت [1] بعد ذلك و مدحته برجز كثير، فعرفني و قرّبني. و ما رأيت ذلك أثر فيه، يرحمه اللّه و لا قرّ عني به حتى افترقنا.

من مدحه لمسلمة:

و حدّثني أبو نخيلة قال: لما انصرف مسلمة من حرب يزيد بن المهلب تلقيته، فلما عاينته صحت به:

مسلم يا مسلمة الحروب‌

أنت المصفّى من أذى العيوب‌

مصاصة من كرم و طيب‌

لو لا ثقاف [2] ليس بالتدبيب [3]

تفري به عن حجب القلوب‌

لأمست الأمّة شاء الذيب‌

فضحك و ضمّني إليه، و أجزل صلتي.

يسأل رجلا من عشيرته أن يوصله إلى الخليفة هشام فيفعل:

حدّثني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه، و أخبرني بهذا الخبر أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال: حدّثني عليّ بن محمد النّوفلي عن أبيه- و قد جمعت روايتهما و أكثر اللفظ للأصمعي، قال: قال أبو نخيلة:

وفدت على هشام بن عبد الملك فصادفت مسلمة قد مات، و كنت بأخلاق هشام غرّا و أنا غريب، فسألت عن أخص الناس به، فذكر لي رجلان: أحدهما من قيس، و الآخر من اليمن، فعدلت إلى القيسي بالتؤدة [4] فقلت: هو أقربهما إليّ، و أجدرهما بما أحب، فجلست إليه، ثم وضعت يدي على ذراعه و قلت له: إني مسستك [5] لتمسّني رحمك [6].

/ أنا رجل غريب شاعر من عشيرتك، و أنا غير عارف بأخلاق هذا الخليفة، و أحببت أن ترشدني إلى ما أعمل فينفعني عنده، و على أن تشفع لي و توصلني إليه، فقال: ذلك كلّه لك عليّ. و في الرجل شدة، ليس كمن عهدت من أهله، و إذا سئل و خلط مدحه بطلب حرم الطالب، فأخلص له المدح، فإنه [7] أجدر أن ينفعك، و اغد إليه غدا فإني منتظرك بالباب حتى أوصلك، و اللّه يعينك. فصرت من غد إلى باب هشام، فإذا بالرجل منتظر لي، فأدخلني معه،/ و إذا بأبي النجم قد سبقني فبدأ فأنشده قوله:


[1] في ب، س «استضلعت».

[2] الثقاف: ما تسوى به الرماح.

[3] أ، التذنيب.

[4] في ج «بالنوارية». و في أ، م «بالمزارية»، و لم أعثر على موضع بهذه الألفاظ في المظان الّتي رجعت إليها.

[5] كذا في أ، م. و في ب، س «مستثنيك»، تحريف.

[6] في ف «لتمسني رحمك، رحمك اللّه».

[7] كذا في أ، ف، م. و في ب، س «فإذا» تحريف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست