حدّثني حبيب بن نصر
المهلّبيّ عن عمر بن شبّة، قال: حدّثني الرّعل بن الخطاب قال:
بني أبو نخيلة داره، فمرّ
به خالد بن صفوان [1] و كان بينهما مداعبة قديمة، و مودة وكيدة، فوقف عليه [1].
فقال أبو نخيلة: يا بن
صفوان، كيف ترى داري؟ قال: رأيتك سألت فيها إلحافا، و أنفقت ما جمعت إسرافا.
جعلت إحدى يديك سطحا، و
ملأت الأخرى سلحا، فقلت: من وضع في سطحي و إلا ملأته بسلحي، ثم ولّى و تركه.
فقيل له: أ لا تهجوه؟
فقال: إذن و اللّه يركب بغلته، و يطوف في مجالس البصرة، و يصف أبنيتي [2] بما
يعيبها.
و ما عسى أن يضرّ الإنسان
صفة أبنيته بما يعيبها سنة ثم لا يعيد فيها كلمة.
تأديب في البادية حتى
شعر:
أخبرني الحسن بن علي
الخفّاف عن ابن مهرويه عن أبي مسلم المستملي عن الحرمازي عن يحيى بن نجيم قال:
لما انتفى أبو نخيلة من
أبيه خرج يطلب الرزق لنفسه، فتأدب/ بالبادية حتى شعر [3] و قال رجزا كثيرا و قصيدا
صالحا و شهر بهما، و سار شعره في البدو و الحضر، و رواه الناس.
مدح مسلمة بن عبد الملك:
ثم وفد إلى مسلمة بن عبد
الملك [4] فرفع منه، و أعطاه، و شفع له، و أوصله إلى الوليد بن عبد الملك [4]،
فمدحه، و لم يزل به حتى أغناه، قال يحيى بن نجيم: فحدّثني أبو نخيلة قال: وردت على
مسلمة بن عبد الملك فمدحته، و قلت له: