اسمه غالب بن عبد القدّوس،
بن شبث بن ربعيّ. و كان شاعرا مطبوعا، و قد أدرك الدولتين: دولة بني أمية، و أول
دولة ولد العباس. و كان جزل الشعر، حسن الألفاظ، لطيف المعاني. و إنما أخمله و
أمات ذكره بعده من بلاد العرب، و مقامه بسجستان و بخراسان، و شغفه بالشراب و
معاقرته إياه، و فسقه و ما كان يتهم به من فساد الدين.
هو أول من وصف الخمر من
شعراء الإسلام:
و استفرغ شعره بصفة الخمر،
و هو أول من وصفها من شعراء الإسلام، فجعل وصفها وكده و قصده، و من مشهور قوله
فيها و مختاره:
أخبرني عليّ بن سليمان
الأخفش، قال حدّثني فضل اليزيدي أنه سمع إسحاق الموصلي يوما يقول، و أنشد شعرا
لأبي الهنديّ في صفة الخمر، فاستحسنه و قرّظه، فذكر عنده أبو نواس، فقال: و من أين
أخذ أبو نواس معانيه إلّا من هذه الطبقة؟ و أنا أوجدكم سلخه هذه المعاني كلّها في
شعره، فجعل ينشد بيتا من شعر أبي الهنديّ، ثم يستخرج المعنى و الموضع الّذي سرقه
الحسن فيه حين أتى على الأبيات كلها و استخرجها من شعره.
شعر مأخوذ من شعره:
أخبرني الحسن بن عليّ؛
قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال:
/ حدّثني
عبد اللّه بن أبي سعد. قال: حدّثني شيخ من أهل البصرة، قال:
كنا عند أبي عبيدة، فأنشد
منشد شعرا في صفة الخمر- أنسيه الشيخ- فضحك ثم قال: هذا أخذه من قول أبي الهنديّ: