المسدود من أهل بغداد، و
كان منزله في ناحية درب المفضّل، في الموضع المعروف بخراب المسدود، منسوب إليه.
و أخبرني جحظة أن اسمه
الحسن، و كنيته أبو عليّ، و أن أباه كان قصّابا، و أنه كان مسدود فرد منخر و مفتوح
الآخر، و كان يقول: لو كان منخري الآخر مفتوحا لأذهلت بغنائي أهل [2] الحلوم و ذوي
الألباب، و شغلت من سمعه [3] عن أمر دينه و دنياه و معاشه و معاده.
أشجى الناس صوتا و
أحضرهم بديهة:
قال جحظة: و كان أشجى
الناس صوتا و أحضرهم [4] نادرة، و لم يكتسب أحد من المعنّين بطنبور ما كسبه، و كان
مع يساره و قلة نفقته يقرض بالعينة [5] و كانت له صنعة عجيبة، أكثرها الأهزاج. قال
جحظة: قال لي مخارق غلامه: قال لي، و قد صنع هذين البيتين و هما جميعا هزج:
[5]
كذا في «المختار». و في س، ف «بالعنية»، و هو تحريف. و في
هامش س «قوله بالعنية، لعل الأصل:
بالعينة، و هي ضرب من الربا. قال ابن الأثير: و سميت عينة لحصول النقد لصاحب
العينة، لأن العين هو المال الحاضر من النقد، و المشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين
حاضرة تصل إليه معجلة. و قال في «لسان العرب»: و العين و العينة: الربا غير الناجز، أخذ
بالعينة و أعطى بها. و العينة:
السلف».
[6]
إضم، كعنب: أسفل الوادي الّذي به
مدينة الرسول، صلّى اللّه عليه و سلّم.
[7]
أثال، كغراب: اسم لبلدة، و لغيرهما من
المسميات.