responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 387

نظر المأمون إلى يحيى بن أكثم يلحظ خادما له، فقال للخادم: تعرض له إذا قمت؛ فإني سأقوم للوضوء- و أمره ألا يبرح- وعد إليّ بما يقول لك، و قام المأمون، و أمر يحيى بالجلوس. فلما غمزه الخادم بعينه، قال يحيى:

لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ‌ [1] فمضى الخادم إلى المأمون فأخبره، فقال له: عد إليه فقل له: أَ نَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى‌ بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ‌ [1] فخرج الخادم إليه، فقال له ما أمره به المأمون، فأطرق يحيى و كاد يموت جزعا، و خرج المأمون و هو يقول:

متى تصلح الدنيا و يصلح أهلها

و قاضي قضاة المسلمين يلوط!

/ قم و انصرف، و اتق اللّه و أصلح نيتك [2].

يرتجل في مجلس المأمون بيت و يزيد المأمون بيتا عليه:

حدثنا اليزيديّ قال: حدّثني ابن عمي إسحاق بن إبراهيم بن أبي محمد اليزيديّ عن أبيه إبراهيم قال:

كنت عند المأمون يوما و بحضرته عريب، فقالت لي على سبيل الولع بي: يا سلعوس، و كان جواري المأمون يلقبنني بذلك عبثا، فقلت لها:

قل لعريب لا تكوني مسلعسه‌

و كوني كتزيف و كوني كمونسه‌

فقال المأمون:

فإن كثرت منك الأقاويل لم يكن‌

هنالك شك أنّ ذا منك وسوسة

قال: فقلت: كذا و اللّه يا أمير المؤمنين أردت أن أقول، و عجبت من ذهن المأمون.

و ممن غنّي في شعره من ولد أبي محمد اليزيدي أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد

فمن ذلك:

صوت‌

شوقي إليك على الأيام يزداد

و القلب مذ غبت للأحزان معتاد

يا لهف نفسي على دهر فجعت به‌

كأنّ أيامه في الحسن أعياد

الشعر لأحمد بن محمد بن أبي محمد، و الغناء لبحر هزج، و فيه ثاني ثقيل مطلق. ذكر الهشامي أنه لإسحاق، و ما أراه أصاب، و لا هو في جامع إسحاق، و لا يشبه صنعته.

طرف من أخباره:

و كان أحمد راوية لعلم أهله، فاضلا أديبا، و كان أسنّ ولد محمد بن أبي محمد، و كان أخوته جميعا يأثرون [3]


(1- 1) سورة سبأ: 31، 32.

[2] ف «سريرتك».

[3] يأثرون: يروون.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست