يودك خاقان ودّا عجيبا
كذاك الأديب يحب [1] الأديبا
و أنت تكافيه بل قد تزيد [2]
عليه و تجمع فيه ضروبا
تثيب أخاك على الود منه
و ذو اللب يأنف ألا يثيبا
و لا سيما إذ براه الإله
كالبدر يدعو إليه القلوبا
يرى المتمنّي له ردفه
كثيبا و أعلاه يحكي القضيبا
و قد فاق في العلم و الفهم منه
كما تم ملحا [3] و حسنا و طيبا
و يبلغ فيما يقولون ليس
يعاف إذا ناولوه القضيبا
و لكنه وافق الزاهدين
فخاب و قد ظن أن لن يخيبا
و إن ركب المرء فيه هوا
ه عاث فتطهيره أن يثوبا
إذا زارت الشاة ذئبا طبيبا
فلا تأمننّ على الشاة ذيبا
و عند الطبيب شفاء السقيم
إذا اعتلّ يوما و جاء الطبيبا
و لست ترى فارسا في الأنا
م إلّا و ثوبا بجيد الركوبا
شعره و قد زامل المأمون في سفر يحيى بن أكثم و مخنثا:
أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثني عمي عبيد اللّه قال: و حدّثني أخي أحمد قال:
زامل المأمون في بعض أسفاره بين يحيى بن أكثم و عبّادة المخنّث، فقال عمي إبراهيم في ذلك:
و حاكم زامل عبّاده
و لم يزل تلك له عاده
لو جاز لي حكم لما جاز أن
يحكم في قيمة لبّاده [4]
كم من غلام عزّ في أهله
وافت قفاه منه سجاده
يرمي يحيى بن أكثم باللواط:
و قال في يحيى أيضا:
/
و كنا نرجّي أن نرى العدل ظاهرا
فأعقبنا بعد الرجاء قنوط
متى تصلح الدنيا و يصلح أهلها
و قاضي قضاة المسلمين يلوط!
يتمثل المأمون ببيت من هجائه ليحيى بن أكثم:
و أخبرني عمي حدثنا أبو العيناء قال:
[1] ف «يود».
[2] ف «بل لا يزيد».
[3] ملحا: ملاحة و حسنا.
[4] لبادة كرمانة: ما يلبس من اللبود للمطر.