شكوت إلى المأمون دينا
عليّ، فقال: إن عبد اللّه بن طاهر اليوم عندي، و أريد الخلوة معه، فإذا علمت
فاستدع أن يكون دخولك أو إخراجه إليك، فإني سأحكم لك عليه بمال، فلما علمت أنهم قد
جلسوا للشرب صرت إلى الدار، و كتبت بهذين البيتين:
يا خير سادات و
أصحاب
هذا الطفيليّ على الباب
فصيّروا لي معكم
مجلسا
أو أخرجوا لي بعض أصحابي
و بعثت بهما إليه، فلما
قرأهما قال: صدق اكتبوا إليه و سلوه أن يختار، فكتب إليّ: أمّا و صولك فلا سبيل
إليه، و لكن من تختار لنخرجه إليك فتمضي معه. فكتبت: ما كنت لأختار على أبي العباس
[1] أحدا. فقل له المأمون: قم إلى صديقك. فقال: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن
تعفيني من ذلك. أ تخرجني عما شرفتني به من منادمتك و تبدلني بها منادمة ابن
اليزيدي! قال: لا بدّ من ذلك أو ترضيه. قال: فليحتكم. قال: أخاف أن يشتط أو تقصّر
أنت، و لكني أحكم فأعدل. قال: قد رضيت. قال: تحمل إليه ثلاثة آلاف دينار معجّلة.
قال: قد فعلت، فأمر صاحب بيت المال أن يحملها معي، و أمر عبد اللّه بردها إلى بيت
المال.
يعشق جارية و يحرمها
فيعوضه المأمون:
حدّثني الصوليّ قال:
حدّثني عون بن محمد قال:
كان محمد بن أبي أحمد
اليزيديّ يعشق جارية لسحاب يقال لها عليا [2]، و كانت/ من أظرف النساء لسانا و
أحسنهن وجها و غناء، فأعطي بها ثلاثة آلاف دينار فلم تبع، و اشتراها المعتصم بخمسة
آلاف دينار، و ذلك في خلافة المأمون، و كان عليّ بن الهيثم جونقا [3] صديقا لمحمد
بن أبي أحمد اليزيديّ، فبلغ المأمون الخبر، فدعا محمدا، و قال: ما قصتك مع عليا؟
قال: قد قلت في ذلك أبياتا، فإن أذن أمير المؤمنين أنشدتها قال: هاتها فأنشده.