responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 356

مطلوب قطّ، و نجوت من ضربة رئاب بن رميلة أبي البذال فلم يقع [1] في رأسي، و نجوت من مهاجاة مسكين الدارمي. و لو هاجيته لحال بيني و بين بيت بني عمّي، و قطع لساني عن الشعراء.

يخطب فتاة فتأباه، و يمر بها و هي مع زوجها، فيقول في ذلك شعرا:

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثنا أبو العيناء عن الأصمعيّ قال:

خطب مسكين الدراميّ فتاة من قومه فكرهته لسواد لونه و قلة ماله، و تزوجت بعده رجلا من قومه ذا يسار ليس له مثل نسب مسكين، فمرّ بهما مسكين ذات يوم، و تلك المرأة جالسة مع زوجها، فقال:

أنا مسكين لمن يعرفني‌

لوني السّمرة ألوان العرب‌

من رأى ظبيا عليه لؤلؤ

واضح الخدين مقرونا بضب [2]

أكسبته الورق البيض أبا

و لقد كان و ما يدعى لأب‌

ربّ مهزول سمين بيته‌

و سمين البيت مهزول النسب‌

أصبحت ترزق من شحم الذّرا [3]

و تخال اللؤم درّا ينتهب‌

لا تلمها إنها من نسوة

صخبات ملحها فوق الرّكب [4]

كشموس الخيل يبدو شغبها

كلما قيل لها هال وهب [5]

يأمره يزيد أن يرشحه للخلافة في أبيات و ينشدها في مجلس أبيه:

أخبرني محمد بن مزيد قال: حدّثني حماد بن إسحاق الموصليّ قال: حدّثني أبي عن الهيثم بن عديّ عن عبد اللّه بن عياش قال:

كان يزيد بن معاوية يؤثر مسكينا الدارميّ، و يصله و يقوم بحوائجه عند أبيه، فلما أراد معاوية البيعة ليزيد تهيّب ذلك و خاف ألا يمالئه عليه الناس، لحسن البقيّة فيهم، و كثرة من يرشّح للخلافة، و بلغه في ذلك ذرء [6] و كلام كرهه من سعيد بن العاص و مروان بن الحكم و عبد اللّه بن عامر، فأمر يزيد مسكينا أن يقول أبياتا و ينشدها معاوية في مجلسه إذا كان حافلا و حضره وجوه بني أمية، فلما اتفق ذلك دخل مسكين إليه، و هو جالس و ابنه يزيد عن يمينه و بنو أمية حواليه و أشراف الناس في مجلسه، فمثل بين يديه و أنشأ يقول:

إن أدع مسكينا فإني ابن معشر

من الناس أحمي عنهم و أذود

إليك أمير المؤمنين رحلتها

تثير القطا ليلا و هنّ هجود

و هاجرة ظلت كأن ظباءها

إذا ما اتّقتها بالقرون سجود


[1] في م، أ «تقع».

[2] م، أ «واضح الخدين مقرون».

[3] الذرا: أعلى السنام.

[4] ملحها فوق الركب: كثيرة الخصام، كأن طول مجاثاتها و مصاكتها الركب قرح ركبتها، فهي تضع الملح عليهما تداويهما.

[5] هال وهب: اسما زجر للخيل.

[6] ذرء: شي‌ء.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست