أخبرني بذلك عبد اللّه بن
أحمد بن الحارث العدويّ عن محمد بن عائد عن الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن عياش و
غيره، قالوا:
فلما بلغت هذه الأبيات
معاوية بعث إلى اليمن فاعتذر إليهم، و قال: ما أغزيتكم البحر إلّا لأني أتيمن بكم،
و أن في قيس نكدا و أخلاقا لا يحتملها الثغر، و أنا عارف بطاعتكم. و نصحكم. فأما
إذ قد ظننتم غير ذلك فأنا أجمع فيه بينكم و بين قيس فتكونون جميعا فيه و أجعل
الغزو فيه عقبا [3] بينكم، فرضوا فعل ذلك فيما بعد.
بشر بن مروان يتمثل بشعر
له:
حدّثني الحسن بن عليّ قال:
حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال: حدّثني مصعب بن عبد اللّه قال: و حدثنيه زبير عن
عمه قال:
كان أصاغر ولد مروان في
حجر ابنه عبد العزيز بن مروان، فكتب عبد العزيز إلى بشر كتابا، و هو يومئذ على
العراق، فورد عليه و هو ثمل، و كان فيه كلام أحفظه، فأمر بشر كاتبه فأجاب عبد
العزيز جوابا قبيحا، فلما ورد عليه علم أنه كتبه و هو سكران، فجفاه و قطع مكاتبته
زمانا. و بلغ بشرا عتبه عليه، فكتب إليه: لو لا الهفوة لم أحتج إلى العذر، و لم
يكن لك في قبوله مني الفضل. و لو احتمل الكتاب أكثر مما ضمّنته [4] لزدت فيه، و
بقيّة [5] الأكابر على الأصاغر من شيم الأكارم. و لقد أحسن مسكين الدارميّ حين
يقول:
قال: فلما وصل كتابه إلى
عبد العزيز دمعت عينه، و قال: إن أخي كان منتشيا و لو لا ذلك لما جرى منه ما جرى،
فسلوا عمن شهد ذلك المجلس؛ فسئل عنهم، فأخبر بهم، فقبل عذره، و أقسم/ عليه ألا
يعاشر أحدا من ندمائه الذين حضروا ذلك المجلس، و أن يعزل كاتبه عن كتابته، ففعل.
مهاجاته الفرزدق من
المحن الّتي نجا الفرزدق منها:
أخبرني محمد بن الحسين
الكنديّ خطيب القادسية قال: حدثنا عمر بن شبّة عن أبي عبيدة عن أبي عمرو قال:
/ كان
الفرزدق يقول: نجوت من ثلاث أرجو ألّا يصيبني بعدهن شر: نجوت من زياد حين طلبني و
ما فاته