أخبرني هاشم بن محمد
الخزاعيّ قال: حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد قال: حدّثني عبد اللّه بن مالك
الخزاعي قال: حدّثني عبد اللّه بن بشير قال: أخبرني أيوب بن أبي أيوب السعديّ قال:
لما قدم مسكين الدارميّ
على معاوية فسأله أن يفرض له فأبى عليه، و كان لا يفرض إلّا لليمن، فخرج من عنده
مسكين و هو يقول:
/ قال السعديّ: فلم يزل معاوية كذلك حتى غزت اليمن و
كثرت، و ضعضعت عدنان، فبلغ معاوية أن رجلا من أهل اليمن قال يوما: لهممت [4] ألا
أدع بالشأم أحدا من مضر، بل هممت ألّا أحل حبوتي حتى أخرج كل نزاريّ بالشأم، فبلغت
معاوية، ففرض من وقته لأربعة آلاف رجل من قيس سوى خندف، و قدم على تفئية [5] ذلك
عطارد بن حاجب على معاوية، فقال له: ما فعل الفتى الدارميّ الصبيح الوجه الفصيح/
اللسان؟ يعني مسكينا، فقال:
صالح: يا أمير المؤمنين،
فقال: أعلمه أني قد فرضت له في شرف العطاء و هو في بلاده؛ فإن شاء أن يقيم بها أو
عندنا فليفعل، فإنّ عطاءه سيأتيه، و بشّره أني قد فرضت لأربعة آلاف من قومه من
خندف؛ قال: و كان معاوية بعد ذلك يغزي اليمن في البحر، و يغزي قيسا في البرّ، فقال
شاعر اليمن: