و أنشدني ابن عمار عن أحمد
بن سليمان بن أبي شيخ لدعبل [1] يمدح المطّلب بن عبد اللّه بن مالك، و فيه غناء.
صوت
زمني بمطّلب سقيت
زمانا
ما كنت إلا روضة و جنانا
/ كلّ الندى إلّا نداك تكلّف
لم أرض بعدك كائنا من كانا
أصلحتني بالبرّ بل
أفسدتني
فتركتني أتسخّط الإحسانا
سبب سخطه على المطلب:
و قد أخبرني بخبره الأول
الطويل مع المطلب الحسن بن عليّ عن أحمد بن [2] محمد حدّان عن أحمد بن يحيى العدوي
أن سبب سخطه على المطلب أن رجلا من العلويّين كان قد تحرك بطنجة [3]، فكان يبث
دعاته إلى مصر، و خافه المطلب، فوكّل بالأبواب من يمنع الغرباء دخولها.
فلما جاء دعبل منع فأغلظ
للذي منعه، فقنّعه بالسوط و حبسه، فمضى رزين فأخبر المطلب، فأمر بإطلاقه، و دعا به
فخلع عليه. فقال له: لا أرضى أو تقتل الموكّل بالباب فقال له: هذا لا يمكن لأنه
قائد من قوّاد السلطان، فغضب ثم أنشده الرجل [4] الأبيات المذكورة، فأجازه، و حكى
أن اسمه محمد بن الحجاج، لا أحمد بن السراج.
و سائر الخبر مثله.
سبب مناقضته أبا سعد
المخزومي:
و كان سبب مناقضته أبا سعد
المخزوميّ و ما خرج إليه الأمر بينهما قول دعبل قصيدته الّتي هجا فيها قبائل نزار،
فحمي لذلك أبو سعد، فهجاهم، فأجابه أبو سعد، و لجّ الهجاء بينهما.
و روي أنه نزل بقوم من بني
مخزوم، فلم يضيّفوه، فهجاهم، فأجابه أبو سعد و لجّ الهجاء بينهما.
أخبرني عمي و الحسن بن علي
الخفّاف قالا: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني محمد بن الأشعث قال:
حدّثني دعبل أنه و رزينا العروضيّ نزلا بقوم من بني مخزوم، فلم يقروهما، و لا
أحسنوا ضيافتهما فقال دعبل: فقلت فيهم: