لأصبح القوم أوفاضا [1] فلم يجدوا
يوم الترحل و الهيجا حمالين
هجاؤه المطلب:
أخبرني حبيب بن نصر المهلّبي قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني عبد العزيز بن سهل قال:
لما قصد دعبل عبد المطلب بن عبد اللّه بن مالك إلى مصر و لم يرض ما كان منه إليه قال فيه:
أ مطلّب أنت مستعذب
حميّا الأفاعي و مستقبل
فإن أشف منك تكن سبّة
و إن أعف عنك فما تعقل
ستأتيك إما وردت العراق
صحائف يأثرها دعبل
منمّقة بين أثنائها
مخاز تحطّ فلا ترحل
وضعت رجالا فما ضرّهم
و شرّفت قوما فلم ينبلوا
فأيّهم الزّين وسط الملا
عطية أم صالح الأحول؟
أم الباذجانيّ أم عامر
أمين الحمام الّتي تزجل
تنوّط مصر بك المخزيات
و تبصق في وجهك الموصل
و يوم السّراة تحسّيتها
يطيب لدى مثلها الحنظل
توليت ركضا و فتياننا
صدور القنا فيهم تعمل [2]
/ إذا الحرب كنت أميرا لها
فحظهم منك أن يقتلوا
فمنك الرءوس غداة اللقاء
و ممّن يحاربك المنصل
شعارك في الحرب يوم الوغى
إذا انهزموا: عجّلوا عجّلوا
هزائمك الغرّ مشهورة
يقرطس [3] فيهن من ينضل [4]
فأنت لأوّلهم آخر
و أنت لآخرهم أول
و من هجائه المطلب:
أخبرني عمّي قال أنشدنا المبرّد لدعبل يهجو المطّلب بن عبد اللّه و يعيّره بغلامين: عليّ و عمرو، و كان يتهم بهما:
فأير عليّ له آلة
و فقحة [5] عمرو له ربه [6]
[1] الأوفاض: الفقراء، مفردها وفض كسهل، أو وفض كجمل. و في س، ب «أوقاص»، تحريف.
[2] ب، مد «تعسل»
[3] يقرطس: يصيب الغرض.
[4] ينضل: يسبق في الرمي، و المراد هنا: يرمي.
[5] الفقحة: حلقة الدبر الواسعة.
[6] له ربة: له صاحبة، و تطلب الربة على كل صنم على صورة الأنثى.