و لست بقائل قذعا و لكن
لأمر ما تعبّدك العبيد
قال: يرميه في هذا البيت بالأبنة
. يهجو المعتصم و الواثق حين علم نعي المعتصم:
أخبرني الحسن قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال:
كنت مع دعبل بالصّيمرة [1] و قد جاء نعي المعتصم و قيام الواثق، فقال لي دعبل: أ معك شيء تكتب فيه؟
فقلت: نعم، و أخرجت قرطاسا، فأملي عليّ بديها:
الحمد للّه لا صبر و لا جلد
و لا عزاء إذا أهل البلا رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد
و آخر قام لم يفرح به أحد
يمزق قصيدة أعدها في مدح الحسن بن وهب:
حدّثني عمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن ناصح قال:
/ قلت لدعبل، و قد عرض عليّ قصيدة له يمدح بها الحسن بن وهب، أولها:
أ عاذلتي ليس الهوى من هوائيا
فقلت له [2]: ويحك، أ تقول فيه هذا بعد قولك:
أين محلّ الحيّ يا حادي
خبّر سقاك الرائح الغادي
/ و بعد قولك:
قالت سلامة أين المال قلت لها
المال ويحك لاقي الحمد فاصطحبا [3]
و بعد قولك:
فعلى أيماننا يجري النّدى
و على أسيافنا تجري المهج
و اللّه إني أراك لو أنشدته إياها لأمر لك بصفع قفاك، فقال: صدقت و اللّه، و لقد نبّهتني و حذّرتني، ثم مزقها.
يغضب على خريج له فيهجو أباه:
أخبرني عمّي قال: حدّثني العنزيّ قال حدّثني الحسين بن أبي السّريّ قال:
غضب دعبل على أبي نصر بن جعفر بن محمد بن الأشعث- و كان دعبل مؤدبه قديما- لشيء بلغه عنه، فقال يهجو أباه:
ما جعفر بن محمد بن الأشعث
عندي بخير أبوّة من عثعث
[1] الصيمرة: بلد بين ديار الجبل و ديار خوزستان.
[2] م، أ «فقلت يا أبا علي، أ تقول».
[3] س، ب «فاصطحبا»، تحريف.