أخبرني الحسن بن عليّ قال:
حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني أحمد ابن أبي كامل قال:
كان دعبل يخرج فيغيب سنين،
يدور الدنيا كلّها، و يرجع و قد أفاد و أثري. و كانت الشّراة و الصعاليك يلقونه
فلا يؤذونه، و يؤاكلونه و يشاربونه و يبرونه، و كان إذ لقيهم وضع طعامه و شرابه، و
دعاهم إليه، و دعا بغلاميه ثقيف و شعف، و كانا مغنيين، فأقعدهما يغنيان، و سقاهم و
شرب معهم، و أنشدهم، فكانوا قد عرفوه، و ألفوه لكثرة أسفاره، و كانوا يواصلونه و
يصلونه. و أنشدني دعبل بن علي لنفسه في بعض أسفاره:
حللت محلا يقصر البرق
دونه
و يعجز عنه الطيف أن يتجشما
يعده البحتري أشعر من
مسلم بن الوليد:
أخبرني الحسن بن عليّ قال
حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال:
قال لي البحتريّ:/ دعبل بن
عليّ أشعر عندي من مسلم بن الوليد، فقلت له: و كيف ذلك؟ قال: لأن كلام دعبل أدخل
[1] في كلام العرب من كلام مسلم، و مذهبه أشبه بمذاهبهم. و كان يتعصب له.
يهجو صاحب بيت دب إلى
رجل بات عنده:
أخبرني الحسن قال: حدثنا
ابن مهرويه قال: حدثنا الفضل بن الحسن بن موسى البصريّ قال:
بات دعبل ليلة عند صديق له
من أهل الشأم، و بات عندهم رجل من أهل بيت/ لهياني [2] يقال له حويّ بن عمرو
السّككيّ جميل الوجه، فدبّ إليه صاحب البيت، و كان شيخا كبيرا فانيا قد أتى عليه
حين، فقال فيه دعبل: