قال: فلقيه فزارة العكليّ،
فقال له: يا أبا عليّ، ما حملك على ذكرى حتى فضحتني، و أنا صديقك؟ قال: يا أخي و
اللّه ما اعتمدتك بمكروه، و لكن كذا جاءني الشعر لبلاء صبه اللّه عزّ و جل عليك لم
أعتمدك به.
يهجو جارية عبثت به في
مجلس:
أخبرني جعفر بن قدامة قال:
حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدّثني أبو خالد الأسلميّ الكوفيّ
قال:
اجتمعت مع دعبل في منزل
بعض أصحابنا، و كانت عنده جارية مغنّية صفراء مليحة حسنة الغناء، فوقع لها العبث
بدعبل و العنت و الأذى له، و نهيناها عنه، فما انتهت، فأقبل علينا فقال: اسمعوا ما
قلت في هذه الفاجرة، فقلنا: هات، فقد نهيناها عنك، فلم تنته، فقال:
تخضب كفّا قطعت من
زندها
فتخضب الحنّاء من مسودّها
كأنها و الكحل في
مرودها
تكحل عينيها ببعض جلدها
أشبه شيء استها
بخدّها
قال: فجلست الجارية تبكي،
و صارت فضيحة، و اشتهرت بالأبيات، فما انتفعت بنفسها بعد ذلك.
يحبسه العلاء بن منظور و
يضربه في جناية بالكوفة فيخرج منها:
أخبرني جعفر بن قدامة قال:
حدّثني هارون قال: حدّثني أبي و خالد قالا:
كان دعبل قد جنى جناية
بالكوفة و هو غلام، فأخذه العلاء بن منظور الأسديّ، و كان على شرطة الكوفة من قبل
موسى بن عيسى، فحبسه، فكلمه في عمّه سليمان بن/ رزين، فقال: أضربه أنا خير من أن
يأخذه غريب فيقطع يده، فلعله أن يتأدب بضربي إياه، ثم ضربه ثلاثمائة سوط، فخرج من
الكوفة، فلم يدخلها بعد ذلك إلّا عزيزا.