/
و هو على إرهاقه و طيّه
يقصر [1] عنه المحزمان [2] و اللّبب [3]
تقول فيه حنب [4] إذا انثنى
و هو كمتن القدح ما فيه حنب
يخطو على عوج تناهبن [5] الثرى
لم يتواكل عن شظى [6] و لا عصب
تحسبها ناتئة إذا خطت
كأنها واطئة على الرّكب
شتا و قاظ برهتية عندنا
لم يؤت من برّ [7] به و لا حدب
يصان عصري حرّه و قرّه
و تقصر الخور [8] عليه بالحلب [9]
حتى إذا تمّت له أعضاؤه
لم تنحبس واحدة على عتب [10]
رمنا به الصيد فرادينا [11] به
أوابد الوحش فأجدى و اكتسب
مجذّم [12] الجرى يبارى ظلّه
و يعرق الأحقب [13] في شوط الخبب [14]
إذا تظنينا [15] به صدقنا
و إن تظني فوته العير كذب
/ لا يبلغ الجهد به راكبه
و يبلغ الريح به حيث طلب
ثم انقضى ذاك كأن لم يعنه
و كلّ بقيا فإلى يوم عطب
و خلف الدهر على أبنائه
بالقدح [16] فيهم و ارتجاع ما وهب
فحمّل الدهر ابن عيسى قاسما
ينهض به أبلج فرّاج الكرب
كرونق السيف انبلاجا بالندى
و كغراريه على أهل الرّيب
ما وسنت عين رأت طلعته
فاستيقظت بنوبة من النّوب
لو لا ابن عيسى القرم كنّا هملا
لم يؤتثل مجد و لم يرع حسب
[1] كذا في ب، س. و في أ، ج «يقصر».
[2] المحزم: الحزام.
[3] اللبب: ما يشد في صدر الدابة ليمنع استئخار الرحل.
[4] كذا في أ، ج، مد. و الحنب: احديداب في صلب الفرس. و في ب، س «خبب»، تحريف.
[5] في معظم النسخ «تناهين»، تحريف.
[6] الشظى: انشقاق العصب.
[7] كذا بالأصول، و لعلها تحريف: تر، بفتح فتشديد، بمعنى سرعة الركض، أو امتلاء الجسم، أو اعتدال الأعضاء.
[8] الخور: جمع خيرة، و هي الخيرة من الإبل.
[9] الحلب: اللبن.
[10] العتب: الظلع، و المشي على ثلاث قوائم من العقر.
[11] رادينا: طلبنا مسابقين، و أصل الرديان أن يرجم الفرس الأرض بحوافره.
[12] كذا في ب، س. و معناه مسرع. و في أ «محتدم».
[13] الأحقب: الحمار الوحش الّذي في بطنه أو خصره بياض.
[14] الخبب: نوع من العدو، و السرعة.
[15] تظنينا: أعملنا الظن.
[16] بالقدح: بالإصابة ملجم. و أصل القدح: الصدع في العود، و الأكال في الشجر و الأسنان.