هيامه إلى
نواحي الشام و ما يقوله من الشعر عند عوده و رؤية التوباد
أخبرني [محمد
بن مزيد] [3] بن أبي الأزهر عن الزّبير عن محمد بن عبد اللّه البكري عن موسى بن
جعفر بن أبي كثير و أخبرني عمي عن [عبد اللّه] [3] بن شبيب عن [هارون بن موسى]
[3] الفرويّ [4] عن موسى بن جعفر بن أبي كثير و أخبرني ابن المرزبان عن ابن الهيثم
عن العمريّ عن العتبيّ قالوا جميعا:
كان المجنون و
ليلى و هما صبيّان يرعيان غنما لأهلها عند جبل في بلادهما يقال له التّوباد [5]،
فلما ذهب عقله و توحّش، كان يجيء إلى ذلك الجبل فيقيم به، فإذا تذكر أيام كان
يطيف هو و ليلى به جزع جزعا شديدا و استوحش فهام على وجهه حتى يأتى نواحي الشأم،
فإذا ثاب إليه عقله رأى بلدا لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم: بأبي أنتم، أين
التّوباد من أرض بني عامر؟ فيقال له: و أين أنت من أرض بني عامر! أنت بالشأم عليك
بنجم كذا فأمّه، فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حى يقع بأرض اليمن، فيرى بلادا
ينكرها و قوما لا يعرفهم فيسألهم عن التّوباد/ و أرض بني عامر، فيقولون:
و أين أنت من
أرض بني عامر! عليك بنجم كذا و كذا، فلا يزال كذلك حتى يقع على التّوباد، فإذا رآه
قال في ذلك:
[4] كذا في ت
«الفروي» بالفاء و هو الموافق لما في «كتب التراجم» مثل «تهذيب التهذيب» و
«الخلاصة» و «الأنساب» للسمعاني. و في بقية النسخ: «الهروي» بالهاء و هو تحريف.
[5] كذا في
جميع الأصول «التوباد» بالدال المهملة و هو الموافق لما في «معجم ما استعجم»
للبكري إذ قال في ضبطه: هو بفتح أوّله و باء معجمة بواحدة و دال مهملة و أنشد
عليه:
و أجهشت للتوباد حين رأيته
البيت. و
ضبطه ياقوت بالذال المعجمة فقال في «معجمه»: «توباذ» بالفتح ثم السكون و الباء
موحدة و آخره ذال معجمة: جبل بنجد.
[8] كذا في ت
و «الديوان» و «تزيين الأسواق». و في بقية الأصول: «و أذرفت» و لم نجد «أذرف» في
«كتب اللغة» التي بأيدينا، و إنما يقال: ذرفت العين الدمع و ذرّفته بالتضعيف أي
أسالته.