أخبرني [5]
عمّي عن [عبد اللّه] [6] بن شبيب عن هارون بن موسى الفرويّ عن موسى بن جعفر بن
أبي كثير قال: لما قال المجنون:
خليليّ لا و اللّه لا أملك الذي
قضى اللّه في ليلى و لا ما قضى ليا
قضاها لغيري و ابتلاني بحبّها
فهلّا بشيء غير ليلى ابتلانيا
سلب عقله.
و حدّثني جحظة
عن ميمون بن هارون عن إسحاق الموصليّ أنه لما قالهما برص.
شعره حين
توهم أن صائحا يصيح: يا ليلى
قال موسى بن
جعفر في خبره المذكور: و كان المجنون يسير مع أصحابه فسمع صائحا يصيح: يا ليلى في ليلة
ظلماء أو توهّم ذلك، فقال لبعض من معه: أ ما تسمع هذا الصوت؟ فقال: ما سمعت شيئا،
قال: بلى، و اللّه هاتف يهتف بليلى، ثم أنشأ يقول:
[3] يقال:
سجّمت السحابة مطرها تسجيما و تسجاما إذا صبته.
[4] كذا في
«الديوان»، و الهملان: فيض العين بالدموع. و في جميع الأصول «و تنهملان».
[5] جاء في صلب
نسخة س بعد انتهاء القصيدة و قبل قوله «أخبرني» ما نصه: «الجهش: أن يفزع الإنسان
إلى غيره و هو مع ذلك متهيئ للبكاء كالصبي يفزع إلى أمه و قد تهيأ للبكاء، يقال:
جهش إليه يجهش، و في الحديث «طال بنا العطش فجهشنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه
و آله و سلّم» و كذلك الإجهاش يقال: جهشت بنفسي و أجهشت» و لم نثق بصحة هذه
الزيادة حتى نثبتها في الصلب لأنا وجدناها في نسخة م موضوعة في الصلب قبل القصيدة
بل قبل البيت الأوّل التي هي شرح لبعض مفرداته و وجدناها بحاشية نسخة أ في صورة
شرح لقوله «و أجهشت» و معزوة إلى الجوهريّ و هي نص عبارته في كتاب «الصحاح»، و
الظاهر أن بعض النساخ وجد هذا التعليق على حاشية إحدى نسخ الكتاب فظنه من الأصل و
أدخله في الصلب.