responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 391

ترى الناس إجلالا له و كأنّهم‌

غرانيق ماء تحت باز مصرصر [1]

ثم أتبعت ذلك بأن قلت: كانوا أولياءك يا أمير المؤمنين أيام مدحتهم، و في/ طاعتك لم يلحقهم سخطك و لم تحلل بهم نقمتك، و لم أكن في ذلك مبتدعا، و لا خلا أحد من نظرائي من مدحهم، و كانوا قوما قد أظلّني فضلهم، و أغناني رفدهم فأثنيت بما أولوا، فقال: يا غلام، الطم وجهه، فلطمت و اللّه حتى سدرت [2] و أظلم ما كان بيني و بين أهل المجلس، ثم قال: اسحبوه على/ وجهه، ثم قال: و اللّه لأحرمنّك و لا تركت أحدا يعطيك شيئا في هذا العام، فسحبت حتى أخرجت، و انصرفت و أنا أسوأ الناس حالا في نفسي و حالي و ما جرى عليّ، و لا و اللّه ما عندي ما يقيم يومئذ قوت عيالي لعيدهم، فإذا بشابّ قد وقف عليّ، ثم قال: أعزز عليّ و اللّه يا كبيرنا بما جرى عليك، و دفع إليّ صرّة و قال: تبلّغ بما في هذه، فظننتها دراهم فإذا هي مائة دينار- قال الصوليّ في خبره: فإذا هي ثلاثمائة دينار- فقلت له: من أنت جعلني اللّه فداءك! قال: أنا أخوك أبو نواس، فاستعن بهذه الدنانير و اعذرني، فقبلتها، و قلت: وصلك اللّه يا أخي و أحسن جزاءك.

كافأه جعفر بن يحيى على القراءة بعد تركه الشعر

أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا ابن مهرويه، قال: حدثنا يحيى بن الحسن الرّبيعيّ، قال: حدثنا أبو معاوية الغلابيّ، قال: قال سفيان بن عيينة:

كلّمني ابن مناذر في أن أكلّم له جعفر بن يحيى، فكلّمته له، و قد كان ابن مناذر ترك الشّعر، فقال: إن أحبّ أن يعود إلى الشّعر أعطيته خمسين ألفا، و إن أحبّ أن أعطيه على القراءة أعطيته عشرة آلاف، فذكرت ذلك له، فقال لي: خذ لي على القراءة، فإني لا آخذ على الشعر و قد تركته.

أخبرني عمّي عن الكرانيّ، عن الرياشيّ، قال: قال العتبيّ:

جاءت قصيدة لا يدرى من قائلها، فقال ابن مناذر:

هذه الدّهماء تجري فيكم‌

أرسلت عمدا تجرّ الرّسنا

قال شعرا يصف فيه الألفة بين الرشيد و جعفر بن يحيى‌

قال الكرّانيّ: و حدثني الرّياشيّ قال: سمعت خلف بن خليفة يقول:

قال لي ابن مناذر: قال لي جعفر بن يحيى: قل فيّ و في الرّشيد شعرا تصف فيه الألفة بيننا فقلت:

قد تقطع الرّحم القريب و تكفر ال

نّعمى و لا كتقارب القلبين‌

يدني الهوى هذا و يدني ذا الهوى‌

فإذا هما نفس ترى نفسين‌

قال مؤلف هذا الكتاب: هذا أخذه من كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نقلا؛ فإن ابن عيينة روى عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عبّاس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: «إنّ الرّحم تقطع، و إن النّعم تكفر، و لن ترى [3] مثل تقارب القلوب».


[1] الغرانيق جمع غرنوق، و هو طائر مائي، أو هو الكركي، و المصرصر: المصوت بشدة.

[2] سدرت: تحيرت.

[3] في ب، س: و لم تر.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست