responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 390

كنّا عند ابن عائشة فقال لعبد الرحمن ابنه: أنشدني مرثية ابن مناذر عبد المجيد فجعل ينشدها فكلّما أتى على بيت استحسنه، حتى أتى على هذا البيت:

لأقيمنّ مأتما كنجوم اللّيل‌

زهرا يخمشن [1] حرّ الخدود

فقال ابن عائشة: هذا كلام ليّن كأنه من كلام المخنّثين، فلما أتى على هذا البيت:

كنت لي عصمة و كنت سماء

بك تحيا أرضي و يخضرّ عودي‌

فقال: هذا بيتها، ثم أنشد:

إنّ عبد المجيد يوم تولّى‌

هدّ ركنا ما كان بالمهدود

ما درى نعشه و لا حاملوه‌

ما على النّعش من عفاف وجود

و أرانا كالزّرع يحصدنا الدّه

ر فمن بين قائم و حصيد

فقال ابن عائشة: أجعله زرعا يحصدنا اللّه؟ فليس هذا من كلام المسلمين، أ لا ترى إلى قوله: إنّه يقول:

يحكم اللّه ما يشاء فيمضي‌

ليس حكم الإله بالمردود

عاقبه الرشيد على رثائه البرامكة

أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ، قال: حدثني محمد بن موسى، و لم يتجاوزه بالإسناد.

/ و نسخت هذا الخبر من كتاب ابن أبي مريم الحاسب: حدّثني ابن القدّاح، و عبد اللّه بن إبراهيم بن قدامة الجمحيّ، قالا: حدّثنا ابن مناذر، قال:

حج الرّشيد بعد إيقاعه بالبرامكة و حج معه الفضل بن الرّبيع، و كنت [2] مضيّقا مملقا، فهيّأت فيه قولا أجدت تنميقه و تنوّقت فيه، فدخلت إليه في يوم التّروية و إذا هو يسأل عنّي و يطلبني، فبدرني الفضل بن الرّبيع قبل أن أتكلّم، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا شاعر البرامكة و مادحهم، و قد كان البشر ظهر لي في وجهه لمّا دخلت، فتنكّر و عبس في وجهي، فقال الفضل: مره يا أمير المؤمنين أن ينشدك قوله فيهم:

أتانا بنو الأملاك من آل برمك‌

فقال لي: أنشد، فأبيت، فتوعّدني و أكرهني، فأنشدته:

أتانا بنو الأملاك من آل برمك‌

فيا طيب أخبار و يا حسن منظر

إذا وردوا بطحاء مكة أشرقت‌

بيحيى و بالفضل بن يحيى و جعفر

فتظلم بغداد و يجلو لنا الدّجى‌

بمكّة ما حجّوا [3] ثلاثة أقمر

فما صلحت إلا لجود أكفّهم‌

و أرجلهم [4] إلا لأعواد منبر

إذا راض يحيى الأمر ذلّت صعابه‌

و حسبك من راع له و مدبّر


[1] في ف: يلطمن.

[2] في ب «و كان»، تحريف.

[3] في هب:

«ما كانوا ثلاثة أبدر»

، و في ف:

«ما عشنا»

. و في «معجم الأدباء» 19- 57:

«ما عشنا ثلاثة أبحر»

. [4] في ف: أقدامهم. و في «معجم الأدباء» 19- 57:

«فما خلقت إلا لجود ...

و أرجلهم ...»

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست