فقال ابن عائشة: هذا كلام
ليّن كأنه من كلام المخنّثين، فلما أتى على هذا البيت:
كنت لي عصمة و كنت
سماء
بك تحيا أرضي و يخضرّ عودي
فقال: هذا بيتها، ثم أنشد:
إنّ عبد المجيد يوم
تولّى
هدّ ركنا ما كان بالمهدود
ما درى نعشه و لا
حاملوه
ما على النّعش من عفاف وجود
و أرانا كالزّرع
يحصدنا الدّه
ر فمن بين قائم و حصيد
فقال ابن عائشة: أجعله
زرعا يحصدنا اللّه؟ فليس هذا من كلام المسلمين، أ لا ترى إلى قوله: إنّه يقول:
يحكم اللّه ما يشاء
فيمضي
ليس حكم الإله بالمردود
عاقبه الرشيد على رثائه
البرامكة
أخبرني محمد بن يحيى
الصّوليّ، قال: حدثني محمد بن موسى، و لم يتجاوزه بالإسناد.
/ و
نسخت هذا الخبر من كتاب ابن أبي مريم الحاسب: حدّثني ابن القدّاح، و عبد اللّه بن
إبراهيم بن قدامة الجمحيّ، قالا: حدّثنا ابن مناذر، قال:
حج الرّشيد بعد إيقاعه
بالبرامكة و حج معه الفضل بن الرّبيع، و كنت [2] مضيّقا مملقا، فهيّأت فيه قولا
أجدت تنميقه و تنوّقت فيه، فدخلت إليه في يوم التّروية و إذا هو يسأل عنّي و
يطلبني، فبدرني الفضل بن الرّبيع قبل أن أتكلّم، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا شاعر
البرامكة و مادحهم، و قد كان البشر ظهر لي في وجهه لمّا دخلت، فتنكّر و عبس في
وجهي، فقال الفضل: مره يا أمير المؤمنين أن ينشدك قوله فيهم: