أخبرني عميّ
قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن لقيط قال قال يزيد بن الحكم الثقفي
ليزيد بن المهلب حين خلع يزيد بن عبد الملك:
أبا خالد قد هجت حربا مريرة
و قد شمرت حرب عوان فشمّر
فقال يزيد بن
المهلب: باللّه أستعين، ثم أنشده، فلمّا بلغ قوله:
فإنّ بني مروان قد زال ملكهم
فإن كنت لم تشعر بذلك فاشعر
فقال يزيد بن
المهلب: ما شعرت بذلك، ثم أنشده فلما بلغ قوله:
فمت ما جدا أو عش كريما فإن تمت
و سيفك مشهور بكفك تعذر
فقال: هذا ما
لا بدّ منه.
/ قال العمري:
و حدّثني الهيثم بن عدي عن ابن عيّاش أن يزيد بن المهلّب إنما كتب إليه يزيد بن
الحكم بهذه الأبيات، فوقّع إليه تحت البيت الأوّل: أستعين باللّه. و تحت البيت
الثاني: ما شعرت. و تحت البيت الثالث: أمّا هذه فنعم.
مدح يزيد بن
المهلب و هو في سجن الحجاج فأعطاه نجما حل عليه
أخبرني محمد بن
خلف وكيع قال حدّثني الغلّابي قال حدّثني ابن عائشة قال: دخل يزيد بن الحكم على
يزيد ابن المهلّب في سجن الحجّاج و هو يعذّب، و قد حلّ عليه نجم كان قد نجّم [2]
عليه، و كانت نجومه في كلّ أسبوع ستّة عشر ألف درهم فقال له:
أصبح في قيدك السماحة و الجو
د و فضل الصّلاح و الحسب
لا بطر إن تتابعت نعم
و صابر في البلاء محتسب
بززت سبق الجياد في مهل
و قصّرت دون سعيك العرب
قال: فالتفت
يزيد بن المهلب إلى مولى له، و قال: أعطه نجم هذا الأسبوع، و نصبر على/ العذاب إلى
السبت الآخر.
و قد رويت هذه
الأبيات و القصّة لحمزة بن بيض مع يزيد.