قال و قال عمر
لبعض ولد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده. فقال عمر: إن كان ليحسن فيكم
القول. قال: و نحن و اللّه إن كنّا لنحسن له العطاء. فقال: قد ذهب ما أعطيتموه و
بقي ما أعطاكم.
حلف هرم أن
يعطيه كلما لقيه:
قال: و بلغني
أنّ هرما كان قد حلف ألّا يمدحه زهير إلّا أعطاه، و لا يسأله إلّا أعطاه، و لا
يسلّم عليه إلّا أعطاه: عبدا أو وليدة أو فرسا. فاستحيا زهير مما كان يقبل منه،
فكان إذا رآه في ملأ قال: عموا صباحا غير هرم، و خيركم استثنيت. و روى المهلّبيّ:
و خيركم تركت.
سأل عمر ابنه
عن الحلل التي كساه إياها هرم فأجابه:
أخبرني
الجوهريّ و المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّه قال:
قال عمر لابن
زهير: ما فعلت الحلل التي كساها هرم أباك؟ قال: أبلاها الدهر. قال: لكنّ الحلل
التي كساها أبوك هرما لم يبلها الدهر. و قد ذكر الهيثم بن عديّ أن عائشة خاطبت
بهذه المقالة بعض بنات زهير.
شعر له مدح
به هرما و لم يسبقه إليه أحد:
و قال أبو زيد
عمر بن شبّة: و مما سبق فيه زهير في مدح هرم و لم يسبقه إليه أحد قوله:
[1]
تفري: تقطع. و خلقت أي قدرت الأديم و هيأته للقطع و الخرز. و المعنى: أنك إذا
تهيأت لأمر مضيت له و أنفذته و لم تعجز عنه، و بعض القوم يقدر الأمر و يتهيأ له ثم
لا يقدم عليه و لا يمضيه عجزا و ضعف همة. (عن «شرح الأعلم»).
و أراد
بالمرأين: أباه وجده. يقول: تساوى أبواه بالملوك و سبقا أوساط الناس و هو يطلب
سبقهما، و ذلك شديد لأنهما لا يجاريان في فعل. (عن «شرح الأعلم»).
[3] المهل:
التقدّم. يقال أخذ فلان المهلة و المهل على فلان إذا تقدمه. يقول: إن الممدوح
معذور إذا سبقه أبواه و أخذا عليه المهلة في الشرف؛ لأن مثل فعلهما و ما قدماه من
صالح سعيهما سبق من جاراهما. (عن «شرح الأعلم»).