responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 454

و أراك تفري [1] ما خلقت و بع

ض القوم يخلق ثم لا يفري‌

أثني عليك بما علمت و ما

أسلفت في النّجدات من ذكر

و السّتر دون الفاحشات و لا

يلقاك دون الخير من ستر

فقال عمر: ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال عمر لبعض ولد هرم قد خلد ذكره لكم:

قال و قال عمر لبعض ولد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده. فقال عمر: إن كان ليحسن فيكم القول. قال: و نحن و اللّه إن كنّا لنحسن له العطاء. فقال: قد ذهب ما أعطيتموه و بقي ما أعطاكم.

حلف هرم أن يعطيه كلما لقيه:

قال: و بلغني أنّ هرما كان قد حلف ألّا يمدحه زهير إلّا أعطاه، و لا يسأله إلّا أعطاه، و لا يسلّم عليه إلّا أعطاه: عبدا أو وليدة أو فرسا. فاستحيا زهير مما كان يقبل منه، فكان إذا رآه في ملأ قال: عموا صباحا غير هرم، و خيركم استثنيت. و روى المهلّبيّ: و خيركم تركت.

سأل عمر ابنه عن الحلل التي كساه إياها هرم فأجابه:

أخبرني الجوهريّ و المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّه قال:

قال عمر لابن زهير: ما فعلت الحلل التي كساها هرم أباك؟ قال: أبلاها الدهر. قال: لكنّ الحلل التي كساها أبوك هرما لم يبلها الدهر. و قد ذكر الهيثم بن عديّ أن عائشة خاطبت بهذه المقالة بعض بنات زهير.

شعر له مدح به هرما و لم يسبقه إليه أحد:

و قال أبو زيد عمر بن شبّة: و مما سبق فيه زهير في مدح هرم و لم يسبقه إليه أحد قوله:

قد جعل المبتغون الخير من هرم‌

و السائلون إلى أبوابه طرقا

من يلق يوما على علّاته هرما

يلق السّماحة منه و النّدى خلقا

يطلب شأو امر أين قدّما حسبا [2]

بذّا الملوك و بذّا هذه السّوقا

هو الجواد فإن يلحق بشأوهما

على تكاليفه فمثله لحقا

أو يسبقاه على ما كان من مهل [3]

فمثل ما قدّما من صالح سبقا


[1] تفري: تقطع. و خلقت أي قدرت الأديم و هيأته للقطع و الخرز. و المعنى: أنك إذا تهيأت لأمر مضيت له و أنفذته و لم تعجز عنه، و بعض القوم يقدر الأمر و يتهيأ له ثم لا يقدم عليه و لا يمضيه عجزا و ضعف همة. (عن «شرح الأعلم»).

[2] رواية هذا البيت في «شرح الأعلم» للديوان.

يطلب شأو امرأين قدّما حسنا

نالا الملوك و بذّا هذه السوقا

و أراد بالمرأين: أباه وجده. يقول: تساوى أبواه بالملوك و سبقا أوساط الناس و هو يطلب سبقهما، و ذلك شديد لأنهما لا يجاريان في فعل. (عن «شرح الأعلم»).

[3] المهل: التقدّم. يقال أخذ فلان المهلة و المهل على فلان إذا تقدمه. يقول: إن الممدوح معذور إذا سبقه أبواه و أخذا عليه المهلة في الشرف؛ لأن مثل فعلهما و ما قدماه من صالح سعيهما سبق من جاراهما. (عن «شرح الأعلم»).

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست