ألّا يملك أمور
الناس (يعني الخلافة). قال ثم قال: ما ترك منهم زهير غنيّا و لا فقيرا إلّا وصفه و
مدحه.
مدح عثمان بن
عفان شعرا له:
و قال ابن
الأعرابيّ قال أبو زياد الكلابيّ: أنشد عثمان بن عفّان قول زهير:
و منهما تكن عند امرئ من خليقة
و إن خالها تخفى على النّاس تعلم
فقال: أحسن
زهير و صدق، لو أنّ رجلا دخل بيتا في جوف بيت لتحدّث به الناس. قال و قال النبيّ
صلى اللّه عليه و سلم:
«لا تعمل عملا
تكره أن يتحدّث عنك به».
تمثل عروة بن
الزبير ببيت له و قد استخف به عبد الملك بن مروان:
قال و قال عليّ
بن محمد المدائنيّ حدّثني ابن جعدويه:
أنّ عروة بن
الزّبير لحق بعبد الملك بن مروان بعد قتل أخيه عبد اللّه بن الزّبير. فكان إذا دخل
إليه منفردا أكرمه، و إذا دخل عليه و عنده أهل الشام استخفّ به. فقال له يوما: يا
أمير المؤمنين، بئس المزور أنت؛ تكرم ضيفك في الخلا، و تهينه في الملا، و قال [2]:
للّه درّ زهير حيث يقول:
/
فقرّي في بلادك إنّ قوما
متى يدعوا بلادهم يهونوا
ثم استأذنه في
الرّجوع إلى المدينة، فقضى حوائجه و أذن له. و هذا البيت من قصيدة لزهير قالها في
بني تميم، و قد بلغه أنها حشدت لغزو غطفان؛ أوّلها:
/
ألا أبلغ لديك بني تميم
و قد يأتيك بالخبر الظّنون
الظّنون: الذي
لست منه على ثقة. و الظنين: المتّهم.
شعره في
الحارث بن ورقاء و قد أخذ إبله و غلا:
كان الحارث بن
ورقاء الصّيداوي من بني أسد أغار على بني عبد اللّه بن غطفان فغنم فاستاق [3] إبل
زهير و راعيه يسارا. فقال زهير: