أراد هنا بقوله
«و يا» ما يقوله الناس في حكاية الشيء الذي يخاطبون به الإنسان من جميل أو قبيح،
فيقولون: قلت له يا سيّدي و يا مولاي و يا و يا، و كذلك ضدّه ليستغنى بالإشارة
بهذا النّداء عن الشرح. و لحن ابن المعتزّ في هذا هزج.
حرجت عليه
نشر في صورة جميلة فقال فيها شعرا على البديهة:
حدّثني جعفر بن
قدامة قال:
كنّا عند ابن
المعتزّ يوما و عنده نشر و كان يحبها و يهيم بها، فخرجت علينا من صدر البستان/ في
زمن الربيع، و عليها غلالة معصفرة و في يديها جنّابي [3] باكورة
-
هو جمع واحده سعنون» اه. و المشهور فيه «الشعانين» بالشين المعجمة؛ فقد ورد في
«صبح الأعشى» (ج 2 ص 415) في كلامه على أعياد القبط: «الثاني- الزيتونة، و هو عيد
الشعانين، و تفسيره بالعربية التسبيح، يعملونه في سابع أحد من صومهم. و سنتهم فيه
أن يخرجوا بسعف النخل من الكنيسة، و هو يوم ركوب المسيح لليعفور (و هو الحمار) في
القدس و دخوله صهيون و هو راكب و الناس يسبحون بين يديه، يأمر بالمعروف و ينهى عن
المنكر» اه.
[2] في ب، س:
«تظافر». و في سائر الأصول: «تضافر». و ظاهر أن كليهما تحريف.
[3] كتب
المرحوم العلامة أحمد تيمور باشا عن هذه الكلمة فيما كتبه عن لعب العرب في العدد
الأوّل من المجلة السلفية (السنة الثانية ص 34) شرحا لهذه اللعبة رأينا أن ننقله
كله لما حواه من قيمة علمية كعادة الباشا عليه الرحمة و الرضوان فيما يكتبه. قال:
«الجنابي- في
«القاموس»: «و الجناباء (بفتح أوله و ثانيه) و كسماني (بضم أوله و فتح ثانيه) لعبة
للصبيان». و في «اللسان»: «الجناباء و الجنابي لعبة للصبيان يتجانب الغلامان فيعتصم
كل واحد من الآخر» و نحوه في «المخصص»».
و بعد أن نقل
هذه العبارة عن «الأغاني» و «معاهد التنصيص» قال: «قلنا قوله «جنابي» باقلاء يظهر
أنه شيء كالسلة و لم نعثر عليه في اللغة، و لعله مولد سمي بذلك لأنه يحمل في
الجنب. و المفهوم من القصة أنه بتشديد النون لأن الجارية أرادت بقولها التجنيس
باسم اللعبة، و هو وارد بالتشديد في شعر ابن المعتز كما ترى و إليه مال شارح
«القاموس». و عبارته: «و الجناباء بالمد و الجنابي كسماني مخففا مقصورا هكذا في
النسخ التي رأيناها و في «لسان العرب» بالضم و تشديد النون. و يدل على ذلك أن المؤلف
ضبط سماني بالتشديد في (س م ن) فليكن هذا الأصح، ثم أنه في بعض النسخ بالمد في
الثاني و كذا في «لسان العرب» أيضا، و الذي قيده الصاغاني بالضم و التخفيف
ككسالى». انتهى و تتبعه مصححه بأنه سهو منه لأن المؤلف إنما ضبط سماني في (س م ن)
بوزن حبارى اه. و نقول: السهو من الشارح في تعيين المادة و كأنه يريد مادة (ح و ر)
لقول المؤلف فيها «و أحمد بن أبي الحواري كسكارى، و كسماني أبو القاسم الحوّاري،
الزاهدان معروفان» و قد ناقشه فيها هناك و لا يبعد أن يكون قوله و كسماني حرفه
النساخ عن