و من صنعته، و
له خبر أخبرني به عليّ بن هارون بن المنجّم عن زرياب قالت: زرت عبد اللّه بن
المعتزّ في يوم [4] السّعانين، فسرّ بورودي و صنع من وقته لحنا في شعر عبد اللّه
بن العبّاس الرّبيعيّ الذي له فيه هزج و هو:
[1]
يقول: هل تعود ليال لنا مضت أزمان أزمان و الدار جامعة أسباب سرورنا و لهونا. و
أزمان أزمان يراد به أزمان لهونا و أزمان سرورنا أو نحو ذلك مما يضاف إليه أزمان و
يناسب المقام. و مثل هذا التركيب مما يجب فيه البناء على فتح الجزأين كالمركب
المزجى.
و كل ما ركب
تركيب المزج من الظروف زمانية كانت أو مكانية يجب بناؤه، مثل قولك فلان يأتينا
صباح مساء أي كل صباح و مساء، فحذف العاطف و ركب الظرفان قصدا للتخفيف تركيب خمسة
عشر. قال الشاعر:
و من لا يصرف الواسين عنه
صباح مساء يبغوه خيالا
و تقول: فلان
يأتينا يوم يوم أي يوما فيوما؛ قال الشاعر:
آت الرزق يوم يوم فأجمل
طلبا و ابغ للقيامة زادا
و مثال ما
ركب من ظروف المكان قولهم: سهلت الهمزة بين بين؛ و منه قول الشاعر:
نحمي حقيقتنا و بع
ض القوم يسقط بين بينا
و الأصل بين
هؤلاء و بين هؤلاء. (راجع شرح «شذور الذهب في معرفة كلام العرب» لابن هشام
الأنصاري طبع بلاق سنة 1282 ص 30، 31). و قد ورد هذا البيت في الأصول: «أزمان
أزمان» و النون عارية من الشكل، و ليس فيها ألف الإطلاق. و رجعنا إلى «ديوانه»
المطبوع فلم نجد فيه هذا البيت.
[2] المدر:
التراب المتلبد، أو هو قطع الطين اليابس.
[3] كذا في
ح. و في ب، س: «الظريفة الشكل». و في أ، م: «الطريفة الشكل».
[4] في «لسان
العرب» (في مادة سعن): «قال ابن الأثير: هو عيد لهم معروف قبل عيدهم الكبير
بأسبوع، و هو سرياني، معرّب. و قيل: