لا و اللّه ما
رأيت جدّا في هزل، و لا هزلا في جدّ يشبه هذا الكلام في بلاغته و فصاحته و بيانه و
إنارة برهانه و جزالة ألفاظه. و لقد خيّل إليّ أنّ لسان جدّك/ العبّاس عليه
السّلام ينقسم على أجزاء، فلك- أعزّك اللّه- نصفها، و النصف الآخر مقسوم بين أبي
جعفر المنصور و المأمون رحمة اللّه عليهما. و لو أنّ هذه الرسالة جبهت الإبراهيمين
إبراهيم بن المهديّ و إبراهيم الموصليّ و ابنه إسحاق و هم مجتمعون لبهت منهم
الناظر، و أخرس الناطق، و لأقرّوا لك بالفضل في السّبق، و ظهور حجّة الصّدق، ثم
كان قولك لهم فرقا بين الحقّ و الباطل، و الخطأ و الصواب. و و اللّه ما تأخذ في
فنّ من الفنون، إلّا برّزت فيه تبريز الجواد الرّائع، المغبّر في وجه كلّ حصان
تابع. عضد اللّه الشرف ببقائك، و أحيا الأدب/ بحياتك، و جمّل الدنيا و أهلها بطول
عمرك».
هذا كلام
العقلاء و ذوي الفضل في مثله، لا كلام الثقلاء و ذوي الجهل. و الإطالة في هذا
المعنى مستغنى عنها.
[1]
كذا في الأصول. و يحتمل أن يكون: «يلقى» بالقاف.