كوجوبهما في
الجمعة و هما بعد الصّلاة، و لا نعرف خلافا بين المسلمين في أنّ الخطبتين بعد
الصّلاة، إلّا عن بني أميّة. روي أنّ عثمان، و ابن الزبير، و مروان بن الحكم خطبوا
قبل الصّلاة[2].
لنا: ما
رواه الجمهور عن ابن عمر قال: إنّ النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله، و أبا
بكر، و عمر، و عثمان، و عليّا كانوا يصلّون العيدين قبل الخطبة[3].
و روى طارق
بن شهاب[4] قال: قدّم مروان الخطبة قبل الصّلاة، فقام رجل فقال:
خالفت
السنّة، كانت الخطبة بعد الصّلاة، فقال: ترك ذلك يا أبا فلان، فقام أبو سعيد فقال:
أمّا هذا المتكلّم فقد قضى ما عليه، قال لنا رسول اللّٰه صلّى اللّٰه
عليه و آله: «من رأى منكم منكرا فلينكره بيده، فمن لم يستطع فلينكره بلسانه، فمن
لم يستطع فلينكره بقلبه، و ذلك أضعف الإيمان»[5].
و من طريق
الخاصّة: ما رواه الشيخ في الصّحيح عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السّلام في
صلاة العيدين قال: «الصّلاة قبل الخطبتين [و التكبير][6] بعد
القراءة
[1]
الفقيه 1: 323 الحديث 1476، الوسائل 5: 112 الباب 11 من أبواب صلاة العيد الحديث
10.
[2] الأمّ
1: 235، سنن البيهقيّ 3: 280 و 296، المبسوط للسرخسيّ 2: 37، المغني 2: 239، فتح
الباري 2:
360.
[3] صحيح
البخاريّ 2: 23، صحيح مسلم 2: 605 الحديث 888، سنن الترمذيّ 2: 411 الحديث 531،
سنن النسائيّ 3: 183، سنن الدار قطنيّ 2: 46 الحديث 14، سنن البيهقيّ 3: 296، مسند
أحمد 2: 12 و 38.
[4] طارق
بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن خثيم البجليّ الأحمسيّ أبو عبد
اللّٰه الكوفيّ، رأى النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم و روى عنه
مرسلا و عن الخلفاء الأربعة و بلال و حذيفة و جمع، و روى عنه إسماعيل بن أبي خالد
و قيس بن مسلم و مخارق الأحمسيّ. مات سنة 82 و قيل 83 ه.
أسد الغابة
3: 48، الإصابة 2: 220، تهذيب التهذيب 5: 3. و فيه: هلال بن سلمة.
[5] سنن
أبي داود 1: 296 الحديث 1140، سنن ابن ماجه 1: 406 الحديث 1275، سنن البيهقيّ 3:
296، مسند أحمد 3: 10، نيل الأوطار 3: 374 الحديث 2.