نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 13 صفحه : 21
و قال أحمد في إحدى الروايتين: لا بدّ منه؛ لأنّ النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله حلق يوم الحديبيّة[1]. و هو قويّ.
مسألة: قد بيّنّا[2] أنّ المصدود إنّما يتحلّل
بالهدي و نيّة التحلّل.
و بعض
أصحابنا يخصّ وجوب الهدي بالمحصور لا بالمصدود[3]، قال ابن
إدريس: و هو الأظهر؛ لأنّ الأصل براءة الذمّة. و لقوله تعالى:
فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ[4] أراد:
بالمرض؛ لأنّه يقال: أحصره المرض و حصره العدوّ[5].
و الأقرب:
وجوب الهدي؛ لأنّه محصور بالعدوّ، فكان عليه الهدي، كالمحصور بالمرض.
و لأنّ
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لمّا صدّ بالحديبيّة- و هي اسم نهر خارج الحرم- نحر
هديه و أحلّ[6].
إذا ثبت
هذا: فلو كان قد ساق المصدود هديا في إحرامه قبل الصدّ ثمّ صدّ، هل يكفيه هدي
السياق عن هدى التحلّل أم لا؟ فيه قولان:
أحدهما:
أنّه يجزئه ما ساقه عن هدي التحلّل[7]؛ لقوله تعالى:
فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ