لأنّ اللّه تعالى قال: ذٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حٰاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ [1].
و ذلك لأنّ فرضهم القران أو الإفراد، و كلّ واحد منهما لا يجب عليه الهدي، و لا نعرف فيه خلافا.
و قد روى الشيخ- في الحسن- عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام عن المفرد، قال: «و ليس عليه هدي و لا أضحيّة» [2].
مسألة: لا يجب على غير المتمتّع هدي، و يكفي القارن ما ساقه
، و يستحبّ الأضحيّة، و به قال علماؤنا.
و قال الشافعيّ [3]، و مالك [4]، و أبو حنيفة: إذا قرن بين الحجّ و العمرة، لزمه دم [5].
و قال الشعبيّ: يلزمه بدنة [6].
و قال داود: لا يلزمه شيء [7].
لنا: أنّ إيجاب الدم منفيّ بالأصل السالم عن المعارض، و لأنّا قد بيّنّا أنّ القران
[2] التهذيب 5: 41 الحديث 122، الوسائل 10: 86 الباب 1 من أبواب الذبح الحديث 4.
[3] الأمّ 2: 133، حلية العلماء 3: 260، المهذّب للشيرازيّ 1: 201، المجموع 7: 190، مغني المحتاج 1:
515- 517، السراج الوهّاج: 167، الميزان الكبرى 2: 37، رحمة الأمّة بهامش الميزان الكبرى 1:
146.
[4] الموطّأ 1: 336، المدوّنة الكبرى 1: 378، إرشاد السالك: 55، بداية المجتهد 1: 335، مقدّمات ابن رشد: 302، بلغة السالك 1: 272.
[5] المبسوط للسرخسيّ 4: 25، 26، تحفة الفقهاء 1: 408، بدائع الصنائع 2: 174، الهداية للمرغينانيّ 1:
155، شرح فتح القدير 2: 417، مجمع الأنهر 1: 288.
[6] حلية العلماء 3: 260، المجموع 7: 191، رحمة الأمّة بهامش الميزان الكبرى 1: 146.
[7] حلية العلماء 3: 260، المغني 3: 499، الشرح الكبير بهامش المغني 3: 252، المجموع 7: 191، الميزان الكبرى 2: 37، رحمة الأمّة بهامش الميزان الكبرى 1: 146، عمدة القارئ 9: 205.