نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 483
المفتاح الرابع عشر في طريق سلوك العبد إلى الله سبحانه و فيه
مشاهد
المشهد الأول في تعريف مقام النبوة و أنها غير حاصلة إلا بالموهبة
الربانية
قد مر بيان الفرق بين العلوم التعليمية و اللدنية و الآن نقول اعلم
أن للعقول من حيث أفكارها حدا يقف عنده لا يتجاوزه و غاية ما يصل إليه في معرفة
الحق أن يعلم أن لسلسلة الممكنات مبدأ يترجح به وجودها على عدمها و هو الواجب
لذاته و ثبت له صفات يرجع أكثر مفهوماتها إلى سلوب محضة أو إلى إضافات و بهذه
المعلومات لا يمكن الوصول إلى الله و لا يهتدى بها إليه اهتداء يطمئن به القلوب و
يرتفع بهذا السلوك عن صاحبه الريب و الشكوك و لا سبيل للعقلاء النظار و ذوي
الأفكار إليه تعالى غير أنهم لما نظروا و بحثوا عن حقائق نفوسهم رأوا أن الصورة
الجسدية و الأعضاء البدنية أبدا في الذوبان و السيلان و هي ثابتة و أن الأجزاء
الجسدية إذا ماتت كلا أو بعضا ما نقص من حقائق النفوس و قواها الروحانية شيء أصلا
فعلموا أن المدرك و المحرك لهذا الجسد إنما هو جوهر آخر زائد عليه فبحثوا عن ذلك
الأمر الزائد فعرفوا نفوسهم ثم عرفوا أنها أشرف من الأجساد فانتقلوا بالنظر من
شيء إلى شيء آخر حتى انتهى بهم النظر إلى شيء لا يفتقر إلى شيء لا في ذاته و
لا في قوام ذاته و لا في شيء من صفاته فحكموا بأن ذاته يجب أن يكون بسيط الحقيقة
أحدي
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 483