نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 482
دَرَجاتٍ[1]فالأشرف
من كل جنس نبيه[2]كالشمس و من كل
نوع نبيه كالإنسان و من كل صنف نبيه كالحكيم و من كل شخص نبيه كالقلب و لهذا قال
تعالىوَ لِكُلِّ قَوْمٍ
هادٍ[3]و قال أيضاوَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا
فِيها نَذِيرٌ[4]و
قال ص: الشيخ في قومه كالنبي في أمته
فقد اجتمعت هذه الشرفات كلها في درة يتيمة هي النفس الناطقة العاقلة
الملكوتية التي هي نور على نور[5]و
صفاء في صفاء و ضياء في ضياء انشق في جنب نوره نور القمر و انكسف عند ضيائه ضياء
الشمس هو شمس الضحى بدر الدجى محمد المصطفى المزكى الذي لا يزال نوره يستصفي و
بدره يستكمل حتى فاز بالقدح المعلى و السهم الأوفى فهو كالشمس في نصف النهار و
أولاده المطهرين كالبروج الاثني عشر و أصحابه و أولياؤه المرضيون كالنجوم الزواهر
و أحبابه كالدر الفواخر أو كالحباب الغر ص و أهل بيته المطهرين و أولياء أمته
الهادين المهديين ما دب دبيب على البسيط و هب نسيم على المحيط و لاستصفاء روحه و استنقاء
جسمه من هذه الأرواح التي كالأصلاب الشامخة و الأجسام الجنسية و النوعية التي هي
كالبطون و الأصداف أمره تعالى بالاتكال عليه في قولهوَ تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَراكَ حِينَ
تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[6]فسمى مبادي أجناسه و فصول أنواعه ساجدين لكون كلهم خاشعين
مطيعين له و سمى تنقله من طور إلى طور تقلبا.
و من هاهنا نشأت شبهة أهل التناسخ التي نسجتها عناكب أوهامهم في
زوايا خيالهم لكن الفرق حاصل عند التحقيق كما ذكرنا في مباحث المعاد حيث بينا
الفرقان الواضح بالبرهان بين تناسخ النفوس في الأبدان و بين حشرها و تقلبها في
الأطوار و النشآت و تحولها من شأن إلى شأن