نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 183
و لا تفعل، و هاهنا تفعل فتدل. و من الذي يكون بالعرض[1]، اختصاص العرض[2]الحال ببعض دون بعض، حتى إذا زال ذلك العرض[3]زال ذلك التخصيص، مثل جسم يبيض[4]لا كله، أو يسخن لاكله، فيفرض له بالبياض جزء إذا زال البياض زال
افتراضه. و أما الوجه الثاني فيقال: متصل، للذى إذا نقل ما قيل إنه متصل به فى جهة
تبعده عن الآخر تبعه الآخر، فيكون هذا أمر أعم من المتصل، الذي قلناه قبل هذا، و
من الملتصق. و يجوز أن تكون النهايتان اثنتين بالفعل، و أن يكون[5]هناك تماس بالفعل، بعد أن يكون تلازم فى الحركة، و يجوز أن تكون
نهاية المتصل و المتصل به واحدة، و لكن لا يكون إيقاع اسم المتصل هاهنا بهذا
المعنى عليه من حيث نهايته و نهاية الآخر واحدة، بل من حيث يتبعه فى الحركة على
النحو المذكور. و يقال متصل، للشيء فى نفسه إذا[6]كان بحيث يمكن أن تفرض له أجزاء[7]بينها الاتصال الذي بالمعنى الأول، أى بينها حد مشترك هو طرف لهذا و
ذاك، و هذا هو حد المتصل. و أما الذي[8]يقال
إنه المنقسم[9]إلى أشياء تقبل القسمة دائما فهو رسمه، و ذاك[10]لأن هذا غير مقوم لماهيته، لأن المتصل يفهم بالمعنى الأول فهما
حقيقيا، و لا ندرى أن هذا المعنى يلحقه أو لا يلحقه إلا ببرهان، فهو من الأعراض
اللازمة للمتصل المحتاج فى إبانة وجودها للمتصل إلى حد أوسط. و أما قولنا فرادى
فإنما يقال لأشياء لكل واحد منها مكان خاص ليس جزؤه جزءا من مكان عام له و للآخر.
و يقال معا فى المكان ليس كما فى الزمان، بأن[11]يكون مكان كل واحد منهما هو[12]بعينه مكان الآخر، كما زمانه زمان الآخر، فإن هذا مستحيل فى المكان و
غير مستحيل فى الزمان، بل إنما يقال معا فى المكان لأشياء مجتمعة، كشيء واحد يكون
لجملتها[13]مكان، و يكون لكل واحد منها مكان خاص، جزء[14]من ذلك المكان الخاص جزء من[15]المكان العام و الوسط و البين هو الذي يقع التغير إليه[16]قبل التغير[17]إلى
غيره فى الزمان، أى تغير كان. فهذه الأشياء نافعة فى معرفة غرضنا، و مع ذلك فإنها
من الأحوال التي تلزم الطبيعيات من حيث هى ذوات كم.