نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 167
المسافة موجودة، صار الأمر الذي من شأنه أن يكون عليها و مطابقا لها
أو قطعا لها أو مقدار قطع لها نحو من الوجود، حتى إن قيل إنه ليس له[1]البتة وجود، كذب. فإن أريد أن يجعل للزمان وجود لا على[2]هذه[3]السبيل، بل على سبيل التحصيل، لم يكن إلا فى التوهم. فإذن المقدمة
المستعملة فى أن الزمان لا وجود له ثابتا، معناه لا وجود[4]له فى آن واحد مسلمة. و نحن لا نمنع أن يكون له وجود، و ليس فى آن،
بل وجوده على سبيل التكون[5]بأن
يكون أى آنين فرضتهما كان بينهما الشيء الذي هو الزمان، و ليس فى آن واحد البتة.
و بالجملة طلبهم إن الزمان إن كان موجودا فهو موجود فى آن أو فى زمان
أو طلبهم متى[6]هو موجود، مما ليس يجب أن يشتغل به، فإن الزمان موجود لا فى آن و لا
فى[7]زمان[8]و لا له متى، بل هو موجود مطلقا و هو نفس الزمان، فكيف يكون له وجود
فى زمان. فليس إذن قولهم: إن الزمان إما أن لا يكون[9]موجودا أو يكون وجوده فى آن أو يكون وجوده باقيا فى زمان، قولا
صحيحا، بل ليس مقابل قولنا: إنه ليس بموجود، هو أنه موجود فى آن، أو موجود باقيا[10]فى زمان، بل الزمان موجود و لا واحد من الوجودين[11]، فإنه لا فى آن و لا باقيا
فى زمان و ما هذا إلا كمن يقول: إما أن يكون المكان غير موجود أو يكون موجودا فى
مكان أو فى حد من مكان[12]. و
ذلك لأنه ليس يجب إما أن يكون[13]موجودا
فى مكان أو فى جزء مكان[14]، و إما غير موجود بل من
الأشياء ما ليس موجودا البتة[15]فى
مكان، و من الأشياء ما ليس البتة موجودا فى الزمان. و المكان من جملة القسم الأول،
و الزمان من جملة القسم الثاني، و ستعلم هذا بعد. و الذي قيل: إنه إن كان للزمان
وجود وجب أن يتبع كل حركة زمان فتكون كل حركة تستتبع زمانا، فالجواب عن ذلك أنه[16]فرق بين أن يقال: إن الزمان مقدار لكل حركة، لكل حركة و بين أن يقال[17]إن إنيته متعلقة بكل حركة، و أيضا فرق بين أن يقال: إن ذات الزمان
متعلقة بالحركة على سبيل العروض[18]