نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 168
لها، و بين أن يقال: إن ذات الحركة متعلق[1]بها الزمان على سبيل أن الزمان يعرض لها. لأن الأول معناه أن شيئا
يعرض بشيء، و الثاني أن شيئا يستتبع شيئا[2]. أما الأول فلأنه ليس من شرط ما يقدر الشيء أن يكون عارضا له و قائما[3]به، بل ربما قدر المباين بالموافاة و الموازاة لما هو مباين له. و
أما الثاني فلأنه ليس إذا تعلق ذات الشيء بطبيعة شيء، يجب أن لا تخلو طبيعة
الشيء عنه. و نحن إنما يبرهن لنا من أمر الزمان أنه متعلق بالحركة، و هيئته[4]لها.
و من[5]أمر الحركة أن كل حركة تقدر بزمان، فليس[6]أن تكون كل حركة متعلق[7]بها
زمان يخصها، و لا أن[8]كل ما قدر شيئا فهو عارض له، حتى يكون لكل حركة زمان عارض لها[9]بعينه، بل الحركات التي لها ابتداء و انتهاء لا يتعلق بها الزمان، و
كيف يتعلق بها الزمان. و لو كان لها زمان لكان مفصولا بآنين، و قد و منعنا ذلك.
نعم إذا وجد[10]الزمان بحركة[11]على
صفة يصلح أن يتعلق بها وجود الزمان، تقدر به سائر الحركات. و هذه الحركة حركة يصح
عليها الاستمرار و لا يتحدد لها بالفعل[12]أطراف. فإن قال قائل: أ رأيت إن لم توجد تلك الحركة لكان يفقد الزمان
حتى تكون حركات أخرى غيرها بلا تقدم و لا تأخر[13]أو قيل ما ذكرناه فى الشكوك: إن الجسم فى آن يوجد متحركا غير محتاج
إلى حركة جسم آخر، فيجور أن يتحرك، و لا يجوز أن يكون له زمان. فالجواب عن ذلك إنه
سنبين لك أنه إن لم تكن حركة مستديرة لجرم مستدير، لم تعرض[14]للمستقيم[15]جهات
فلم تكن حركات مستقيمة طبيعية، فلم تكن قسرية، فيجوز أن تكون حركة جسم من الأجسام
وحده و لا أجسام أخرى مستحيلا[16]و
إن لم يكن بين[17]الاستحالة فليس كل محال يعرض[18]يكون بين عروض الاستحالة، بل كثير من المحالات لا تظهر و لا تستبين[19]استحالتها إلا ببيان و برهان. و أما إن اعتمدنا التوهم فإذا رفعنا
المستديرة بالتوهم و أثبتنا المستقيمة المتناهية فى الوهم أمكن و ثبت فى التوهم
زمان محدود لا يستنكره التوهم[20]، و ليس نظرنا فى هذا، بل
فيما يصح فى الوجود.
فالزمان إذن وجوده متعلق بحركة واحدة يقدرها، و يقدر أيضا الحركات
التي يستحيل أن توجد دون[21]