نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 301
و الأصغر فيصير الجميع خمسة و تفاصيلها و بيان كل قسم منها و كيفية
استنباطه من القرآن مذكور في كتابنا المسمى بالمفاتيح الغيبية و هي بالحقيقة
سلاليم العروج إلى عالم السماء بل إلى مجاورة مبدإ الأشياء و المقدمات و الأصول
المذكورة فيها درجات السلاليم للعروج الروحاني و أما المعراج الجسماني فلا تفي
بذلك سعة قوة كل نفس بل يختص ذلك بقوة نفس النبي ع و بالجملة فهذه الموازين
الأخروية هي التي تعرف بها مثاقيل الأفكار و مكاييل الأنظار في العلوم الحقيقية
التي هي الأرزاق المعنوية لأهل الآخرة و قد أنزلها الله تعالى من السماء ليعلم كل
أحد مقدار علمه و عقله و مقدار سعيه و عمله- و يحسب حساب رزقه و أجله و يحضر كتاب
عمره و أمله فإن لكل مخلوق رزقا مخصوصا و بحسب كل رزق له بقاء معلوم و أجل مكتوب و
حساب محسوب و الأرزاق المعنوية كالأرزاق الصورية متفاوتة في الأكل متفاضلة في دوام
الحياة و الأجل كما و كيفا- و نفعا و ضرا بل الأرزاق الأخروية أشد تفاوتا و أكثر
تفضيلا من الأرزاق الدنيوية كما قال سبحانهوَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلًاو قال أيضا مخاطبا لنبيه ص المنذر
المعلم للناسادْعُ
إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُفأمره
بدعوة الخلائق إلى أنواع من الأرزاق المعنوية حسب تفاوت الغرائز لهم و الجبلات
فالقرآن بمنزلة مائدة نازلة من السماء إلى الأرض مشتملة على أقسام الرزق و لكل قوم
منها رزق معلوم و حياة مقسومة فالحكمة و البراهين لقوم- و الموعظة و الخطابة لقوم
و الجدل و الشهرة لقوم و يوجد فيه لغير هؤلاء الطوائف الثلاث أغذية ليست بهذه
المثابة من اللطافة بل هي كالقشور و النخالة على حسب مقاماتهم في غلظ الطبائع و
الكثافة و السفالة كما أشير إليه بقولهوَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍفكما يوجد فيه اللبوب من الأغذية لأولي
الألباب كذلك يوجد فيه ما هو كالتبن و القشور للعوام الذين درجتهم درجة الأنعام
كما قالمَتاعاً
لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ*و
ذلك لأن الغذاء يجب أن يكون مشابها للمغتذي فالمحسوس[1]من الغذاء للجوهر
[1]فالحنابلة و أمثالهم كأنهم ليسوا إلا الحواس و
الخيال و الوهم و هذه كأنها حنابلة وجود الإنسان و الحكيم القح كأنه ليس إلا العقل
و العاقلة كأنها الحكيم الصرف القاصر على التنزيه في وجود الإنسان إذا صارت بحسبها
بالفعل لكن الجامعين أولئك هم الفائزون الراشدون الهادون المغتبطون غبطة عظمى
المبتهجون بهجة كبرى، س ره
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ؛ ج9 ؛ ص302
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 301