نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 302
الحاس و المخيلات و الموهومات منه للنفس الخيالية و الوهمية و
المعقولات منه غذاء للجوهر العاقل إذ بها يتغذى و يتقوى و يستكمل و يصير منتقلا من
حد العقل بالقوة- بالغا إلى حد العقل الفعال باقيا بقاء سرمديا أبديا.
تبصرة ميزانية:
اعلم أن من الأمور التي لا بد من معرفتها لمن يسلك سبيل الآخرة- هي
كيفية الموازنة[1]بين النشأتين و
المقايسة لما في كل منهما بإزاء الأخرى فمن فتح الله على قلبه باب الموازنة بين
العالمين عالم الملك و الشهادة و عالم الملكوت و الغيب يسهل عليه سلوك سبيل الله و
الدخول في دار السلام و يطلع على أكثر أسرار القرآن و أطواره و يشاهد حقائق آياته
و أنواره مما غفلت عنه كافة علماء الرسوم- و متفلسفة[2]الحكماء المشهورون بالفضل و الذكاء و هو باب عظيم في معرفة
أحوال الأشياء و حقائق الموجودات على ما هي عليه سيما معرفة المعاد و هو أول
مقامات النبوة- لأن مبادي أحوال الأنبياء ع أن يتجلى لهم في المنام ما في عالم
الملكوت و يتصور لهم حقائق الأشياء في كسوة الأشباح المثالية لأن الرؤيا الصادقة
جزء من أجزاء النبوة و لا يتجلى الحقائق مجردة عن لباس الصورة المثالية إلا في
عالم القيامة[3]لقيامها
بذواتها هناك و أما في هذا العالم فهي في أغطية من الصور الحسية المادية و كذلك هي
في عالم الرؤيا الصادقة و عالم البرزخ أيضا في أغطية لكنها رقيقة و هي الصور
المثالية فمن عرف كيفية الموازنة بين العالمين بل العوالم الثلاث يعلم تأويل
الأحاديث و تعبير الرؤيا التي هي جزء من النبوة بمشاهدة ما في ذلك العالم بالتجرد
التام و هو حاصل للأنبياء ع
[1]أي يوازنهما الإنسان بميزان العقل المستقيم و يذعن بأن كل
صورة طبيعية هاهنا- فبإزائها صورة هناك مثالية، س ره
[2]الحاملون ما ورد في القرآن في المبدإ و المعاد على
الروحانيات و المعاني المجردة و عالم الصورة عندهم منحصر في الصور المادية، س ره
[3]أي عالم العقول القائمة بقيومية الحق تعالى كيف و هي
المعاني الصرفة التي لا متعلق لها و لا صورة لا مثالية و لا طبيعية، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 302