نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 252
القلم و الصور كمنازل الحروف في اللوح فنفخ الروح في صور العالم[1]فظهرت الأرواح متميزة بصورها فقيل هذا
زيد و هذا عمر و هذا فرس و هذا فيل و هذه حية- و كل ذي روح و ما ثم إلا ذو روح
لكنه مدرك و غير مدرك فمن الناس من قال إن الأرواح في أصل وجودها متولدة من مزاج
الصور و من الناس من منع ذلك و لكل واحد وجه يستند إليه في ذلك و الطريق المثلى الوسطى[2]ما ذهبنا إليه و هو قوله تعالىثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَو إذا سوى الله الصورة الجسمية ففي أي صورة شاء
من الصور الروحية ركبها إن شاء في صورة خنزير أو كلب أو إنسان أو فرس على ما قرره
العزيز العليم فثم شخص الغالب عليه البلادة و البهيمية فروحه روح حمار و به يدعى
إذ ظهر حكم ذلك الروح فيقال فلان حمار و كذا كل ذي صفة يدعى إلى كتابها[3]فيقال فلان كلب و فلان أسد و فلان إنسان
و هو أكمل الصفات و أكمل الأرواح قال تعالىالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَو تمت النشأة الظاهرة في أي صورة ما شاء ركبك من صورة الأرواح فنسبت
إليها كما ذكرناه و هي معينة عند الله فامتازت الأرواح بصورها ثم إنها إذا فارقت
هذه المواد فطائفة من أصحابنا يقول إن الأرواح تتجرد عن المواد تجردا كليا- و تعود
إلى أصلها كما يعود شعاعات الشمس المتولدة عن الجسم الصيقل إذا صدأ إلى الشمس و
اختلفوا هاهنا على طريقين فطائفة قالت لا تمتاز بعد المفارقة لأنفسها كما لا تمتاز
ماء الأوعية التي على شاطىء النهر إذا انكسرت فرجع ماؤها إلى النهر و قالت طائفة
أخرى بل يكتسب بمجاورة الجسم هيئات ردية و حسنة فيمتاز بتلك الهيئات إذا
[1]كما قرأ و نفخ في الصور بفتح الواو و لو قرأ بالسكون طابق
هذا كما سيقول الشيخ و هو المعبر عنه بالصور فالنفخة الروحانية و النفخة العاطرة
الربانية هي الروح المتعلق بهذه الصور كما قال تعالى في الابتداءوَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي*،س ره
[2]أي الأفضل أنها من الصور بجنبتها النازلة و ليست منها
بجنبتها العالية و أيضا على ما استفاد من الآية من قوله تعالىثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَأنها من الصور بنحو الحركة الجوهرية و
اتصال حقيقي معنوي بينهما و ليست من الصور بنحو تكون مادي من مادة كما يتوهمه الطباعية،
س ره