و لم يحصل مفاده على الوجه الذي مر بيانه بل زعم أنه عبارة عن إدراك
المعقولات دفعة بلا ترتب[2]زماني
بل بترتب علي و معلولي و بأن يعلم العاقل من ذاته صورة بعد صورة دفعة بلا زمان قال
في التعليقات العقل البسيط هو أن يعقل المعقولات على ما هي عليه من مراتبها و
عللها دفعة واحدة بلا انتقال في المعقولات من بعضها إلى بعض كالحال في النفس بأن
تكتسب علم بعضها من بعض بل بأنه يعقل كل شيء و يعقل أسبابه حاضرة معه فإذا قيل
للأول عقل قيل على هذا المعنى البسيط إنه يعقل الأشياء بعللها و أسبابها حاضرة
معها من ذاته بأن يكون صدور الأشياء عنه إذ له عليها إضافة المبدإ لا بأن يكون تلك
فيه حتى يكون صور الأشياء المعقولة في ذاته و كأنها أجزاء ذاته بل يفيض عنه صورها
معقولة و هو أولى[3]بأن يكون عقلا
من تلك الصور الفائضه عن عقليته و المعقولات البسيطة هي أن يكون كلها على ما هي
عليه من ترتب بعضها على بعض و علية بعضها لبعض حاصلة له دفعة
[1]أي العلم البسيط الواجبي و إنما عبر المشاءون عن علمه
بالتعقل و العقل لترفعه عن الأقسام الثلاثة الأخرى من العلم و هي الإحساس و التخيل
و التوهم و لم يعرف الشيخ لأن معنى العقل البسيط كون بسيط الحقيقة كل الموجودات
بنحو أتم و هو العلم الحضوري السابق على كل المعلومات لأن كل وجود حاضر بحضور ذاته
و كل ماهية حاضرة بحضور أسمائه و صفاته الملزومة لها لزوما غير متأخر في الوجود.
و منتهى تحقيق الشيخ أن هذه الصور قائمة بذاته قياما صدوريا لا
حلوليا و أن هذه الصور منبعثة من ذاته لا كالصور النفسانية التي ترشح على النفس من
العقل الفعال و بإعداد من الموجودات الطبيعية التي هي مدركة للقوى الجزئية إذ من
فقد حسا فقد علما، س ره
[2]ليس هذا الترتب و الترتيب بتقرر بعدية بحسب الثبوت لا
الوجود كما اشتهر من المشائيين بل على ما هو أهل الحق بأن يكون الجميع في الوجود و
الفرق في عين الثابت تدبر فيه، ن ره
[3]لأن ذاته مبدأ هذه الصور العلمية و مبدأ الكمال أولى به و
ليس فاقدا له فذاته عند الشيخ علم كمالي إجمالي بجميع ما سواه و تفصيل بذاته، س
ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 117