responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 301

الممكنات و ماهياتها فإن لها نحوين من الوجود كما وقع التنبيه عليه أحدهما النحو الإجمالي الواجبي و هذا بالحقيقة ليس وجودا لشي‌ء منها و لا لجميعها بل لجمعيتها و مسماها و إنما هو مظهر لها و ثانيهما النحو التفصيلي الخاص بواحد واحد منها- فأراد الله تعالى بعنايته الشاملة و رحمته الواسعة أن يفيض عليها وجوداتها المختصة- و أن يكمل وجودها العلمي بوجودها العيني و الغاية و الغرض في هذه الإرادة ليس أمرا غير نفسه إذ هي كلها راجعة إلى صفاته‌ [1] و صفاته عين ذاته و لذلك‌

قال لبعض أنبيائه ع: و قد سأله لم خلقت الخلق يا رب بقوله كنت كنزا مخفيا لم أعرف فخلقت الخلق لأعرف‌

فهذه المعرفة التفصيلية للعارف بالله و أسمائه و صفاته لم تحصل على الكمال إلا بهذا الوجود التفصيلي فكملت مراتب العلم بالله لا أن الله يكمل بهذا الوجود أو بهذا العلم فتجلى الحق سبحانه و تعالى بنفسه لنفسه بأنوار السبحات الوجهية فظهرت الأرواح المهيمة [2] في الغيب المستور الذي لا يمكن كشفه لأحد و إنما يقال لهم المهيمون لأن كل واحد منهم لا يعرف أن ثمة موجودا غير الحق لفنائه بالحق في الحق عن نفسه إذ لا نفس له سوى الموجودة بالحق لاستيلاء سلطان الأحدية على وجودهم فمن لا وجود له منفصلا عن الحق فلا معرفة له إلا للحق بالحق- فلا يعرفون سواه إذ المعرفة فرع الوجود ثم أوجد الحق تعالى دون هؤلاء الأرواح بتجل آخر ليس الأول و بالجملة أول ما أوجد الله تعالى من عالم العقول القادسة جوهر بسيط كلي و مع بساطته هو جميع العقول كما أن فلك الأفلاك عند بعض عبارة عن مجموع الأفلاك‌ [3] و هو الحق عندنا [4] أثبتناه بالبرهان فله وجوه كثيرة لا يتكثر في ذاته‌


[1] أي الأعيان الثابتة راجعة إليها لفناء المظهر في الظاهر و بعبارة أخرى الغاية و الغرض في هذه الإرادة معروفية الذات و المعروفية عين ذاته إذ عند معروفية الذات و لا سيما بالحضور يتلاشى كل الأغيار، س قده‌

[2] هام على وجهه ذهب من العشق لا يدري أين يتوجه و هيمه الحب جعله ذا هيام بضم الهاء و الهيام الجنون من العشق‌

[3] أي بما هي متعلقة لنفس وراء نفس كل واحد واحد كما احتمل المحقق الطوسي- و إلا فالمجموع لا وجود له على حدة، س قده‌

[4] أي كون ذلك الجوهر البسيط كل العقول بنحو الكثرة في الوحدة و الوحدة في الكثرة حق عندنا و يؤيده قوله متصلا به فله وجوه كثيرة إلى آخره و يحتمل إرجاع الضمير إلى كون فلك الأفلاك كذا بشرط أن يكون كونه مجموع الأفلاك عبارة عن كون الفلك الأطلس جامعا لصفات الأفلاك الثمانية و أما اتخاذه الاحتمال الذي أبداه المحقق قده مذهبا فلا يرتضي به و ينافيه ظواهر ما سيذكره بعد صفحة مع انثلام كثير من القواعد به، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست