نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 201
النمو و الذبول فلكل منهما حد محدود في الطبع يتوجهان إليه و اعلم أن
تضاد الحركات لا بد و أن يكون متعلقا بشيء من الأمور الستة التي بها تعلقت
الحركة- فنقول تضاد الحركتين ليس لأجل الموضوع لأن الأضداد قد يعرض لها حركات
متفقة في النوع كالنار في حركتها إلى فوق طبعا و الماء في حركته إليه قسرا و لا أيضا
لأجل الزمان لأن الزمان نفسه لا يتضاد و لا أيضا لأجل المسافة لأن ما فيه الحركة
قد يكون متفقا و الحركات فيه متضادة فإن الطريق من السواد إلى البياض- قد يكون
بعينه من البياض إلى السواد و الحركة إلى البياض ضد الحركة إلى السواد- و كذا
تضادها لتضاد الفاعل[1]و بالجملة
فالأسباب المتوسطة إذا لا أضداد لها- فكيف يتضاد الحركات لأجلها فبقي أن يكون لأجل
ما منه و ما إليه و قد مر أنهما متضادان بوجه من الوجوه فهما إذا كانا متضادين
بالذات كانت الحركة متضادة لا كيف اتفقت فإن الحركة من السواد إذا لم يكن توجها
إلى البياض بل إلى الإشفاف- لم يكن ضدا للحركة إلى السواد فالحركات المتضادة هي
التي أطرافها متقابلة سواء كان تقابلها في ذواتها كالسواد و البياض أو يكون
تقابلها بالقياس إلى الحركة إذ قد عرض لأحدهما إن كان مبدأ لحركة و للآخر إن كان
منتهى لتلك الحركة و ليس إذا كان شيء كالحركة متعلقا بشيء كالطرف و يكون ذلك
الشيء ليس يعرض له التضاد في جوهره بل يعرض له بالعرض كالمبدئية يجب أن يكون تضاد
المتعلق به تضادا بالعرض و ذلك لجواز أن يكون هذا الذي هو عارض للمتعلق به
كالمبدئية- داخلا في جوهر المتعلق كالحركة فإن الجسم الحار و البارد يتضادان
بعارضيهما- و هما التسخين و التبريد و التضاد بينهما بالحقيقة و على هذه الصورة
فإن الحركة ليست تتعلق بطرف المسافة من حيث هو طرفها فقط بل من حيث هو مبدأ و
منتهى- فإن جوهر الحركة يتضمن التقدم و التأخر لأن حقيقتها مفارقة و قصد فجوهر
الحركة يتضمن المبدأ و المنتهى[2]فالأطراف
من حيث هو مبدأ و منتهى يتعلق بها
[2]ليس المراد بهما السكونين في المبدإ و المنتهى بل الأكوان
المتعاقبة المتصلة- في القطع و الكون السيال بحسب النسب في التوسط كما قال حقيقتها
مفارقة و قصد، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 201