نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 315
أنّ هذه مثل تلك الدّجاجة فسرّي عن الرّجل و
انصرف و قال: صدق الحكيم، الحلم شفاء من كلّ ألم.
و ضرب رجل قدم حكيم فأوجعه فلم يغضب فقيل
له: في ذلك فقال: أقمته مقام حجرة تعثّرت بها فوقعت فذبحت الغضب، و قال محمود
الورّاق:
سألزم نفسي
الصفح عن كلّ مذنب
و إن كثرت
منه عليّ الجرائم
و ما الناس
إلّا واحد من ثلاثة
شريف و
مشروف و مثل مقاوم
فأمّا الّذي
فوقي فأعرف فضله
و أتبع فيه
الحقّ و الحقّ لازم
و أمّا
الّذي دوني فإن قال صنت عن
أجابته
عرضي و إن لام لائم
و أمّا
الّذي مثلي فإن زلّ أو هفا
تفضّلت إنّ
الفضل بالخير حاكم
(بيان القدر الذي يجوز الانتصار و التشفي
به من الكلام)
اعلم أنّ كلّ ظلم صدر من شخص فلا تجوز
مقابلته بمثله فلا تجوز مقابلة الغيبة بالغيبة، و لا مقابلة التجسّس بالتجسّس، و
لا مقابلة السبّ بالسبّ، و كذا سائر المعاصي و إنّما القصاص و الغرامة على قدر ما
ورد الشرع به و فصّلناه في كتب الفقه، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: «إن امرأ عيّرك بما فيك فلا تعيّره بما فيه»[1].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«المستبّان شيطانان متهاتران»[2] و شتم رجل أبا بكر و هو ساكت فلمّا
ابتدأ لينتصر منه قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «فقال أبو بكر:
إنّك كنت ساكتا لمّا شتمني فلمّا تكلّمت قمت؟ قال: لأنّ الملك كان يجيب عنك فلمّا
تكلّمت ذهب الملك و جاء الشيطان فلم أكن لأجلس في مجلس فيه الشيطان»[3].
و قال قوم: تجوز المقابلة بما لا كذب فيه و
نهيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن التعيير بمثله نهي تنزيه و الأفضل تركه و
لكنّه لا يعصي بفعله و الّذي يرخّص فيه أن تقول: من أنت و هل أنت إلّا من بني فلان
و مثل قوله: يا أحمق، قال مطرف: كلّ الناس أحمق فيما