و في الصحيح عن الصادق
عليه السّلام «لا بأس أن يتكلّم الرجل إذا فرغ الإمام من الخطبة يوم الجمعة ما
بينه و بين أن تقام الصلاة[2]».
التاسعة أن يراعي في
قدوة الجمعة ما يراعي في غيرها
- كذا قال أبو حامد:-
ثمّ أورد ذكرا للفراغ منها.
(1) أقول: و لمّا لم تكن
هذه المراعاة ممّا يختصّ بالجمعة و ما عطفه عليه من الذكر الخاصّ بعد الفراغ لم
يرد من طريق الخاصّة فنحن نذكر بدله ما قاله بعض علمائنا- رحمهم اللّه-[1]في هذا
المقام.
قال: و يختص الجمعة
باستحضار أنّ يومها يوم عظيم وعيد شريف، خصّ اللّه به هذه الامّة، و جعله وقتا
شريفا لعباده ليقرّبهم فيه من جواره و يبعدهم من طرده و ناره، و حثّهم فيه على
الإقبال بصالح الأعمال، و تلافي ما فرّط منهم في بقيّة الأسبوع من الإهمال، و جعل
أهمّ ما يقع فيه من طاعته و ما يوجب الزلفى و القرب إلى شريف حضرته صلاة الجمعة و
عبّر عنها في محكم كتابه الكريم بذكر اللّه الجسيم و خصّها من بين سائر الصلوات الّتي
هي أفضل القربات بالذكر الخاصّ فقال سبحانه و تعالى:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»[3].
و في هذه الآية الشريفة من
التنبيهات و التأكيدات ما ينبّه له من له حظّ من المعاني و من أهمّ رمزها هاهنا
التعبير عن الصلاة بذكر اللّه، و نبّه بهذا على أنّ الغرض الأقصى من الصلاة ليس هو
مجرّد الحركات و السكنات و الرّكوع و السجود بل ذكر اللّه بالقلب و إحضار عظمته
بالبال فإنّ هذا و أشباهه هو السرّ في كون الصلاة ناهية عن الفحشاء و المنكر في
قوله تعالى: «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ» إذ كان سببهما
[1] يعنى به الشهيد في
أسرار الصلاة ص 221 من طبعه الملحق بكشف الفوائد.