نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 360
الفصل
الثالث فى استحقاق عصاة المؤمنين العقاب على زلاتهم، و جواز الغفران عنها عقلا
[أجمع
المسلمون على أن من مات على كفره؛ فهو مخلد فى النار أبدا]
و
الّذي عليه إجماع المسلمين أنّ من مات على كفر؛ فهو مخلد فى النار أبدا.
و
قد اختلفوا فى أهل الكبائر من المؤمنين إذا ماتوا عنها من غير توبة.
فالذى
عليه إجماع المسلمين: أنهم ماتوا على الإيمان. خلافا للخوارج كما سيأتى تفصيل مذاهبهم،
و الرّدّ عليهم فى الأسماء و الأحكام [1].
[مذهب
المرجئة]
ثم
اختلف القائلون بإيمانهم، فذهب بعض المرجئة [2]: إلى أن المؤمن لا يستحق على زلته عقابا
أصلا، عاجلا، و لا آجلا. و أنّه كما لا يستحق مع الشرك باللّه- تعالى- بفعل الطّاعة
ثوابا؛ فلا يستحق مع الإيمان بالمعصية عقابا.
و
منهم من قال بأن المؤمن لا يعاقب على زلّاته فى العقبى، و إنّما يعاقب عليها فى الدّنيا
بالآلام، و الغموم، و الهموم، و النقص فى الأموال، و الأنفس، و الثّمرات.
و
ذهب هؤلاء على قياس هذا القول: إلى أنّ ما يفعله الكفار من الخيرات و أنواع الطاعات،
مثابون عليها؛ لكن فى الدنيا، لا فى الأخرى، فثواب الكافر، و عقاب المؤمن معجّل.
و
ذهب أهل الحق: إلى جواز استحقاق المؤمن العقاب فى الأخرى على زلاته. ثم اختلفوا فى
جواز غفرانه:
و
ذهب البصريون [4]، و بعض البغداديين [5] من المعتزلة: إلى جواز ذلك عقلا،
[1]
انظر ما سيأتى فى القاعدة السابعة- الفصل الثالث ل 241/ ب و أيضا فى الفصل الرابع:
فى أن مخالف الحق من أهل القبلة هل هو كافر أم لا؟ ل 252/ أو ما بعدها. [2]
أنظر آراء المرجئة فى الفصل الثالث من القاعدة السابعة: فى أن العاصى من أهل القبلة
هل هو كافر أم لا؟ ل 241/ ب.
و
أيضا فى الفصل الرابع: فى أن مخالف الحق من أهل القبلة هل هو كافر أم لا؟ ل 254/ ب
و ما بعدها. [3]
راجع الإرشاد لإمام الحرمين 329 و شرح المواقف- الموقف السادس ص 206- 209 و شرح المقاصد
2/ 173. [4]
البصريون هم الذين نشئوا بالبصرة، و قد تحدثت عن أشهر رجال فرع البصرة فى هامش ل
14/ ب من الجزء الأول. [5]
البغداديون هم الذين نشئوا ببغداد، و قد تحدثت عن رجالهم فى هامش ل 14/ ب من الجزء
الأول.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 360