و
هؤلاء يزعمون: أن أصول العالم ثلاثة: النار، و الماء، و الأرض. و أن حدوث سائر الموجودات
لا يكون إلا عنها، و أن النار بطبعها خيرة، و الماء ضدها، و الأرض متوسطة.
فما
كان من خير محض: فمن النار. و ما كان من شر محض؛ فمن الماء. و ما كان متوسطا: فمن الأرض.
و هؤلاء هم المعتقدون فى النار، و عن مذهبهم: نشأ اتخاذ بيوت النيران فى البلدان، و
عبادتها تعظيما لها؛ لكونها علوية نورانية، لا وجود للعالم و لا بقاء له إلا بها. و
هؤلاء حرموا النكاح، و الذبائح، و اعتكفوا على عبادة النيران، و يسمون الصيامية أيضا.
و
أما المجوس:
فقد
اتفقوا أيضا على أن أصل العالم: النور، و الظلمة، كمذهب الثنوية، و قد اختلفوا و تفرقوا
أربع [2] فرق [2].
أصحاب
المقدم الأول كيومرث: و هو آدم عليه السلام؛ لأنه أول من مرث الأرض.
و
هؤلاء أثبتوا أصلين: النور: و عبروا عنه بيزدان. و الظلام: و عبروا عنه بأهرمن.
[1]
الكينونية: و يقال لهم الصّياميّة، و التّناسخيّة أيضا: و هم زعموا أن الأصول ثلاثة:
النار، و الأرض، و الماء. و هم يتعصبون للنار. و الصيامية منهم: أمسكوا عن طيبات الرزق،
و تجردوا لعبادة الله- أما التناسخية منهم: فقد قالوا بتناسخ الأرواح فى الأجساد.
(الملل
و النحل 2/ 58، 59 و المغنى 5/ 18) [2]
فى ب (فرقا أربعا). [3]
الكيومرثيّة: أصحاب المقدم الأول كيومرث. و يبدو أن أول من نسب إليه- فى الأساطير الفارسية-
القول بأصلى الوجود هو (كيومرث) و هو فى الأساطير آدم أول الخليقة- و قيل: إنه أول
من بشر بالأصلين يزدان، و أهرمن. و ذهب إلى أن يزدان أزلى قديم، و أهرمن محدث مخلوق.
أما عن آرائهم فانظر (المغنى 5/ 71- 79 و الملل و النحل 2/ 38، 39 و نشأة الفكر الفلسفى
1/ 240، 241).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 278