زعموا:
أن النور قديم، و أنه أصل الموجودات، و أنه أبدع أشخاصا من نور كلها روحانية؛ لكن الشخص
الأعظم منه و اسمه زروان شك فى شيء من الأشياء فحدث منه أهرمن، و هو الشيطان.
أصحاب
زرادشت: و هؤلاء زعموا: أن زرادشت كان نبيا، و أنه كان يعتقد أن مبدأ العالم هو الله-
تعالى- و أنه قديم أزلى، و أنه خلق النور، و الظلمة متضادين، و مزجهما لحكمة رآها.
و من امتزاجهما يكون العالم، و لا يزالان فى التقاوم و التغالب: إلى أن يغلب الخير
و الشر، و النور الظلمة، و يتخلص الخير إلى عالمه، و ينحط الشر عنه، و هو المعاد.
و
ربما زعموا: أن الله- تعالى- خلق النور أصلا، و وقع الظلام تبعا له لا/ بالقصد الأول:
كاتباع الظل، لوجود الشخص.
[1]
الزّروانيّة: كانت تسود أيضا الأساطير الفارسية، و يقال إنها عاصرت النبي سليمان بن
داود، و أنها قاومته مقاومة عنيفة. و الزروانية عقيدة تشبه الكيومرثية. غير أنها صورت
نشأة الموجودات فى صورة أخرى. فقررت أن النور أبدع أشخاصا، و أن أعظمها زروان الّذي
فكر فى نفسه؛ فحدث منه أهرمن، أو الشر. أما عن آرائهم (فانظر الملل و النحل 2/ 39-
41 و نشأة الفكر الفلسفى 1/ 41، 42). [2]
المسخيّة: و هى إحدى فرق الزروانية غير أنها قالت إن النور كان وحده، ثم انمسخ بعضه؛
فصار ظلمة (انظر الملل 2/ 41). [3]
الزرادشتية: نسبة إلى زرادشت الّذي عاش فى منتصف القرن السابع قبل ميلاد المسيح، و
توفى على الأرجح سنة 583 ق. م و أبوه: كان من آذربيجان و يسمى يورشب. و أمه من الرى
و اسمها: دغدوية.
و
قد انتقل زرادشت إلى فلسطين، و استمع إلى بعض أنبياء بنى إسرائيل من تلاميذ النبي أرميا،
ثم عاد إلى أذربيجان. و الزرادشتية هى التى أثرت فى حضارة فارس، و كانت الدين الرسمى
لها عند فتح المسلمين لها؛ بل إنه عاصر الإسلام و ما زال حتى يومنا هذا تحت اسم الدين
البارسى. و البهائية يعترفون به، و يزعمون أنه: وردت فى الزند افسته- كتاب الزرادشتية-
بشارات بالبهاء و الباب. أما عن آرائهم فانظر (الملل و النحل 2/ 41- 49 و نشأة الفكر
الفلسفى 1/ 242- 246).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 279