أصحاب
مزدك الّذي ظهر فى زمن أنو شروان، و قتله أنو شروان. و معتقدهم فى قدم النور، و الظلمة:
كاعتقاد المانوية، إلا أنهم يقولون: إن [2] النور عالم حساس [2]، و أنه يفعل ما
[3] يفعل بالقصد. و الاختيار، بخلاف الظلام؛ فإنه جاهل أعمى، و أن ما يفعله بحكم الاتفاق،
و الخبط، و أن الامتزاج بينهما بالاتفاق؛ و كذلك تخلص أحدهما من الآخر.
و
من مذهبهم: تحريم المخالفة [4]، و المباغضة، و المقاتلة، و إباحة الأموال، و النساء،
و الحكم باشتراك الناس فيها: كاشتراكهم فى الماء، و الكلأ.
و
قد وافقوا من تقدم ذكره: فى إثبات النور، و الظلام، و خالفوهم فى إثبات أصل ثالث: و
هو المعدل الجامع بين النور، و الظلمة، و سبب المزاج بينهما؛ ضرورة أنهما متضادان،
و امتزاج المتضادين لا يكون إلا بموجب للامتزاج.
[1]
المزدكيّة: نسبة إلى مزدك. فارسى من نيسابور، ولد سنة 487 م و قتل فى سنة 523 م. قال
بالاثنين، و أباح اشتراك الناس فى الأموال و النساء. و هذا ما دعى إلى إقبال الناس
عليه. و قد دخل الإسلام فارس، و المزدكية منتشرة فى بعض نواحيها. أما عن آرائهم فانظر
(المغنى 5/ 16 و الملل و النحل 2/ 54- 55 و نشأة الفكر الفلسفى 1/ 251- 252). [2]
فى ب (أن العلم إحساس). [3]
فى ب (لما). [4]
فى ب (المختلفة). [5]
الدّيصانيّة: هم أصحاب ديصان الّذي ظهر قبل مانى، و مهد له. أثبتوا أصلين نورا، و ظلاما:
فالنور يفعل الخير قصدا، و اختيارا. و الظلام يفعل الشر طبعا، و اضطرارا. و قد أدخل
هرمنيوس بن ديصان رئيس الفرقة بعد أبيه مزيجا من الغنوصية، و الأفلاطونية، و الرواقية
فى المذهب. و قد تأثر به بعض الإسلاميين. (الملل و النحل 2/ 55، 56 و المغنى 5/ 16،
17 و نشأة الفكر الفلسفى 1/ 246- 248). [6]
المرقيونيّة: أصحاب مرقيون؛ أثبتوا أصلين قديمين متضادين، أحدهما النور، و الثانى الظلمة،
أثبتوا أصلا ثالثا هو المعدل الجامع، و هو سبب المزاج. و كان مرقيون هذا ممن لقى بعض
تلامذة المسيح، و أخذ عنه.
(الملل
و النحل 2/ 57، 58 و المغنى 5/ 17، 18).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 277