أصحاب
مانى بن (فاتك) [3] الحكيم الّذي ظهر فى زمن سابور/ بن أردشير، و قتله بهرام بن هرمز
بن سابور، بعد مبعث عيسى عليه السلام.
و
معتقدهم: أن أصل العالم النور، و الظلمة، و أنهما جسمان قديمان لم يزالا، و لا يزولا،
حساسان (سميعان [4]، بصيران [4]) و هما متضادان: فى الصورة، و الفعل، متحاذيان فى الحيز،
تحاذى الشمس، و الظل؛ و هما غير متناهيين. إلا من جهة التحاذى. و أن النور، فوق الظلمة،
و العالم مركب [5] ممتزج [5] منهما؛ لكن امتزاجهما هل وقع اتفاقيا، أو بسبب؟؛ فذلك
مما اختلفوا فيه، و لهم فيه خبط كثير لا يليق ذكره هاهنا.
و
زعموا: أن النور خير محض، و الظلمة شر محض، و أن ما كان فى العالم من الخير؛ فمن النور،
و ما كان من شر؛ فمن الظلمة. و هم معتقدون فى الشرائع، و الأنبياء.
و
أن أول مبعوث بالحكمة، و النبوة، آدم عليه السلام، ثم شيث، و نوح، و إبراهيم، و زرادشت،
و المسيح، و بولس. و محمد عليه السلام.
[1]
انظر ما سبق فى هامش ل 174/ ب. [2]
المانويّة: نسبة إلى مؤسسها مانى بن فاتك. وفاتك نشأ فى أذربيجان، ثم انتقل إلى بابل،
ثم إلى دستميسان حيث عاش مع طائفة المغتسلة. و قد ولد مانى حوالى سنة 215 م. و قد أخبرت
أمه بأنها كانت ترى أثناء حمله المنامات الحسنة، و قد درس مانى فى بابل الأديان الفارسية
القديمة، و المسيحية، و الغنوصية. و لما بلغ الرابعة و العشرين، زعم أن ملك النور أخبره
بأنه (الفارقليط الّذي بشر به عيسى) و قد ذهب مانى إلى الهند و الصين داعيا إلى دينه
الجديد، ثم عاد ثانية إلى خراسان و نشر مذهبه؛ و لكن الزرادشتيين قاوموه، و أثروا على
شابور فأعدمه سنة 272 م. أما عن آرائهم فانظر. (المغنى 5/ 10- 15 و الملل و النحل
2/ 49- 54 و نشأة الفكر الفلسفى فى الإسلام 1/ 248- 251). [3]
فى أ، ب، ج (ماين) و قد ورد فى جميع الكتب التى اطلعت عليها (فاتك). [4]
ساقط من أ. [5]
فى ب (ممتزج مركب).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 276