أنه
لو قامت الحوادث بذاته؛ لكان متغيرا. و التغير على الله- تعالى- محال. و لهذا قال
(الخليل [2]) عليه السلام: (لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) [3] أى المتغيرين.
و
لقائل أن يقول:
إن
أردتم بالتغير حلول الحوادث بذاته؛ فقد اتحد اللازم و الملزوم، و صار حاصل الشرطية:
لو قامت الحوادث بذاته/؛ لقامت الحوادث بذاته؛ و هو غير مفيد، و يكون القول بأن التغير
على الله- تعالى- بهذا الاعتبار محال دعوى محل النزاع؛ فلا تقبل.
و
إن أردتم بالتغير معنى آخر وراء قيام الحوادث بذات الله- تعالى-؛ فهو غير مسلم، و لا
سبيل إلى إقامة الدلالة عليه.
المفهوم
من قيام الصفة بالموصوف، حصولها فى الحيّز تبعا لحصول محلها فيه، و البارى- تعالى-
ليس بمتحيّز؛ فلا تقوم بذاته الصفة.
و
منهم من قال: الجوهر إنما صح قيام الصفات به، لكونه متحيزا؛ و لهذا فإن الأعراض لما
لم تكن متحيزة؛ لم يصح قيام المعانى بها، و البارى- تعالى- ليس بمتحيز؛ فلا يكون محلا
للصفات و هاتان شبهتان تدلان على انتفاء الصفة عن الله- تعالى- مطلقا كانت قديمة، أو
حادثة؛ و هما ضعيفتان جدا.
أما
الشبهة الأولى: فلقائل أن يقول: لا نسلم أنه لا معنى لقيام الصفة بالموصوف إلا ما ذكروه؛
بل معنى قيام الصفة بالموصوف تقوم الصفة بالموصوف فى الوجود.
و
على هذا فلا يلزم أن يكون المعلول قائما بالعلة؛ لكونه متقوما بها فى الوجود؛ إذ ليس
المعلول صفة، و لا العلة موصوفة به.
[1]
من أول الحجة الرابعة نقله ابن تيمية فى كتابه (درء تعارض العقل و النقل 4/ 71،
72) إلى قول الآمدي «و لا سبيل إلى إقامة الدلالة عليه» ثم علق عليه و ناقشه فى ص
72 و ما بعدها. [2]
ساقط من أ. [3]
سورة الأنعام 6/ 76. [4]
انظر المغنى للقاضى عبد الجبار 4/ 252 و شرح الأصول الخمسة ص 213 و ما بعدها.
و
قد نقل ابن تيمية كلام الآمدي من أول قوله «و أما المعتزلة فى كتابه (درء تعارض العقل
و النقل 4/ 78).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 26