بل ادّعى جماعة الإجماع على عدم وجوب الأزيد من الأربع، و اختلفوا في صورتها على أقوال:
أحدها: أن يقول: لبّيك اللََّهم لبّيك
أحدها: أن يقول: لبّيك اللََّهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك.
الثاني: أن يقول بعد العبارة المذكورة: إنّ الحمد و النعمة لك
الثاني: أن يقول بعد العبارة المذكورة: إنّ الحمد و النعمة لك، الملك، لا شريك لك.
_______________________________
و الجواب: أن الصحيحة في مقام بيان حكاية تلبية النبيّ(صلّى اللََّه عليه و
آله و سلم)، و لا دليل على أن جميع ما أتى به واجب، بل ذكر الدّعاء في ذيل
التلبيات قرينة على عدم وجوب جميع هذه الجملات، لأنّ الدعاء غير واجب
قطعاً. و منها: صحيحة عاصم بن حميد الحاكية لتلبية
النبيّ(صلّى اللََّه عليه و آله)و أنه(صلّى اللََّه عليه و آله و سلم)لبى
بالأربع، فقال: «لبّيك اللََّهمّ لبّيك، اللََّهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبّيك، إنّ الحمد و النِّعمة و الملك لك، لا شريك لك لبيك»{1}.
و فيه: أن هذه الصحيحة غير منطبقة على هذا القول لاشتمالها على ست أو خمس
تلبيات، مضافاً إلى أن كلمة«الملك» متقدّمة على«لك» في الصحيحة، و هذا
القائل التزم بالعكس، بل لم يقل أحد بوجوب تقديم«و الملك» على«لك». على
أنها تحكي فعل النبيّ(صلّى اللََّه عليه و آله)، و قد عرفت أن مجرّد حكاية
فعله(صلّى اللََّه عليه و آله و سلم)لا يدل على الوجوب. و أمّا القول الثالث و الرابع فلا دليل عليهما أصلا.
و الذي ينبغي أن يقال: إنّ التلبية تتحقّق بجميع ذلك، لأنّ المستفاد من
صحيح معاوية بن عمّار لزوم الإتيان بالتلبيات الأربع على النحو المذكور في
الصحيحة من دون نقيصة في العبارة، و لكن لا دليل على عدم جواز الفصل بينها
بدعاء أو ذكر بل و لو بكلام آدمي، فيقول مثلاً: لبّيك اللََّهمّ لبّيك،
لبّيك اللََّهم صلّ على محمّد و آل محمّد لا شريك لك، اللََّهم اغفر لي
لبّيك، لكن مع التحفظ على صدق هذه العبارة و مراعاتها